منابـــر أهل الحديث والأثــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اتباع أهل الحديث والأثر في فهم النصوص
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 11:17 pm

[b[b]]المولد النبوي بين أهل الاتباع وأهل الابتداع



المقدمة:

( 1 ) حقيقة الاتباع:

(( الاتباع: هو الاقتداء والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والأقوال والأفعال والتروك، بعمل مثل عمله على الوجه الذي عمله صلى الله عليه وسلم من إيجاب أو ندب أو إباحة أو كراهة أو حظر، مع توافر الإرادة في ذلك )) .

(2 ) والاتباع أحد الأصلين اللذين لا يقوم دين العبد إلا عليهما، وهما:

الأصل الأول: الإخلاص:

الذي هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، وشرطها الذي لا يقبل إلا به حيث يقول الله تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف:110]، ويقول سبحانه: (( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) [البينة:5]، ويقول محذراً من نقص الإخلاص: (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ )) [الزمر:65]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: { قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه }.[1]

الأصل الثاني: الاتباع:

الذي هو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله، والطريق الموصل إلى محبة الله كما قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [آل عمران:31]، قال الإمام ابن كثير- رحمه الله -: (( هذه الآية حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين المحمدي في جميع أقواله وأفعاله ))، قال تعالى: ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ )) [آل عمران:106] قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسيرها: ( فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وأولوا العلم، وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة )، وقال تعالى محذراً من مخالفة هذا الاتباع: ((فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) [النور:63]، قال ابن كثير رحمه الله: ((فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ )) أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قبل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان ))، وفي البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } وفي رواية لمسلم: { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } قال ابن رجب – رحمه الله تعالى- في شرح الأربعين النووية: (( فأما العبادات فما كان منها خارجاً عن حكم الله ورسوله بالكلية، فهو مردود على عامله، وعامله يدخل تحت قوله تعالى: (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) [الشورى:21]، فمن تقرب إلى الله بعمل لم يجعله الله ورسوله قربة إلى الله، فعمله باطل مردود عليه، وهو شبيه بحال الذين كانت صلاتهم عند البيت مكاء وتصدية، وهذا كمن تقرب إلى الله تعالى بسماع الملاهي والرقص أو بكشف الرأس في غير الإحرام، وما أشبه ذلك من المحدثات التي لم يشرع الله ورسوله التقرب بها بالكلية)).

وفي سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة }، وقال حذيفة رضي الله عنه: {كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبد بها، فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً، فاتقوا الله -يا معشر القراء- وخذوا طريق من قبلكم } [2].

3- واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبط بمحبة الله تعالى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم إذ من المستحيل أن يتبع إنسان إنساناً -بدون إكراه ولا ابتغاء مصلحة خاصة- في جميع أقواله وأفعاله، وأوامره ونواهيه، وهو لا يحبه.

كما أنه من المستحيل أن يحب إنسان إنساناً محبة كاملة، ثم لا يتابعه ولا يطيعه، بل يخالفه ويتمرد عليه، وقد سبقت الآية الكريمة التي يسميها بعض العلماء آية الامتحان، وهي التي قال الله فيها: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [آل عمران:31]، قال ابن القيم- رحمه الله – على هذه الآية: (( فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة، فانتفاء محبتهم لازم لانتفاء المتابعة لرسوله، وانتفاء المتابعة ملزوم لانتفاء محبة الله لهم، فيستحيل إذن ثبوت محبتهم وثبوت محبة الله لهم بدون المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ودل على أن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي حب الله ورسوله وطاعة أمره، ولا يكفي ذلك في العبودية، حتى يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما )).

4- وعلى ذلك فإن الذين صدقت براهين محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم صدقاً لا يخالج قلب مؤمن شك فيه، هم صحابته الذين قرن الله ذكره بذكرهم وثناءه عليه بثنائه عليهم، فقال سبحانه: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) [الفتح:29]، وقال سبحانه: ((لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ *أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) [التوبة88 :89] وقال: ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [التوبة:117] .

وقد برهنوا فعلاً على محبتهم له، وهذه نبذة يسيرة من أخبارهم في ذلك:

1- ففي البخاري في قصة الحديبية أن عروة بن مسعود الثقفي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه ، ورأى حال الصحابة معه، ثم رجع إلى قريش فقال: (( أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله! ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً، والله! إن تنخم إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون النظر إليه تعظيماً له ))

ولم تكن محبتهم له مجرد تمسح به، وتلقف لماء وضوئه، وخفض الصوت عنده؛ ولكنها ظهرت بشكل أقوى وأجل في ميدان الوغى، حيث قدموا النفوس، وسكبوا الدماء بين يديه صلى الله عليه وسلم فاسمع إلى قصتهم معه يوم بدر، وما قاله المتكلمون أمامه، فهذا سعد بن معاذ رضي الله عنه يقول: { يا رسول الله! لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها ألا ينصروك إلا في ديارها، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم، فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فو الله! لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان، لنسيرن معك، ووالله! لئن استعرضت بنا هذا البحر خضناه معك }.

وقال المقداد رضي الله عنه: { لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك، ومن بين يديك ومن خلفك}.

وفي أُحد نستمع إلى أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: { لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة، قالوا: قتل محمد، حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار محتزمة، فاستقبلت بابنها وأبيها وزوجها وأخيها، لا أدري أيهم استقبلت به أولاً، فلما مرت على أحدهم قالت: من هذا؟ قالوا: أبوك، أخوك، زوجك، ابنك، تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يقولون: أمامك، حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه، ثم قالت: بأبي أنت وأمي -يا رسول الله- لا أبالي إذا سلمت من عطب }وفي رواية قالت: {كل مصيبة بعدك جلل }

وقبلها قصة أنس بن النضر رضي الله عنه التي يحكيها ابن أخيه أنس بن مالك رضي الله عنه وهي: { أن عمه غاب عن بدر، فقال: غبت عن أول قتال النبي صلى الله عليه وسلم، لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أفعل، فلقي يوم أحد الناس فقال: اللهم! إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء – يعني المسلمين- وأبرأ إليك مما جاء به المشركون، فتقدم بسيفه، فلقي سعد بن معاذ، فقال: أين يا سعد؟! إني أجد ريح الجنة دون أحد، فمضى فقتل، فما عرف حتى عرفته أخته بشامة- أو ببنانه- وبه بضع وثمانون: من طعنة وضربة ورمية بسهم}[3].

وأروع من ذلك وأعجب قصة زيد بن الدثنة رضي الله عنه حينما كان أسيراً لدى قريش، وقد أرادوا أن يقتلوه، فقال له أبو سفيان: أنشدك بالله يا زيد! أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وإنك في أهلك؟ قال: والله! ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي! فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب حداً كحب أصحاب محمد محمداً.

هذه نماذج من محبتهم له ودفاعهم عنه، وعن دينه، وهي قليلة جداً، إذ لو أردت الاستقصاء لجاء في مؤلف مستقل، ومع هذه المحبة العظيمة والإجلال والتعظيم له، وهم يعرفون يوم مولده، وأياماً كثيرة عظيمة في حياته؛ فهل احتفلوا بيوم واحد من تلك الأيام؟

الجواب: لا؛ لأنهم لهديه متبعون، وبمنهجه متقيدون، لا يزيدون عما تركهم عليه شيئاً ولا ينقصون، لا يقول قائل: إنهم كانوا منشغلين بالجهاد والفتح، فقد كانوا كذلك غير أن انشغالهم لم يحملهم على ترك سنة من سننه، ولا على التخلي عن أمر واحد مما يحبه صلى الله عليه وسلم، فكيف لم ينشغلوا إلا عن الاحتفال بمولده مع علمهم بمشروعيته ومحبته له؟ إن هذا لمن أمحل المحال، بل إن هذا من التخرص في دين الله، والتقول عليهم بما لا يليق، بل إنه انتقاص من قدرهم، واتهام لهم بالتقصير في تنفيذ رغبة النبي صلى الله عليه وسلم.

أوليس قد نقلوا سنة صيام الإثنين؛ لأنه اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم وعملوا به؟ فلماذا لم يشغلهم الجهاد والفتح عنه؟ أم أن من يشيع تلك الشبه ويتذرع بها إنما يريد فقط أن يلبس على عوام المسلمين؟!

الحقيقة المرة التي لا يطيقها أهل البدع ولا يطيقون دفعها، بل تبقى غصة في حلوقهم، أنه قد انقضى عصر الصحابة جميعاً، ولم يعرف أنهم احتفلوا لا بمولد ولا بسواه، وهم الذين أمرنا أن نرجع عند الخلاف إلى هديهم، ونزن الأعمال صحة وفساداً وسنة وابتداعاً بما كانوا عليه، كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال:{وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة }، وقد مر معنا قول حذيفة رضي الله عنه:{ كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوا بها، فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً}.

5- وأعظم الناس حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعاً له ولأصحابه هم التابعون لهم بإحسان، الذين أثنى الله عليهم ومدحهم في كتابه العزيز فقال: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) [التوبة:100] وقال سبحانه: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:10] وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية بعد الصحابة فقال: { خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته} ([4]).

فأصحاب الثلاثة القرون الأولى هم أصدق الناس محبة واتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم وفي أيامهم استقر الأمر، وجمع العلم، وثبتت قواعده، ورسخت أصوله، ولم يبق شيء من الدين غائباً لم يكتشف، أو مهملاً لم يعمل به.

وقد برزت محبة النبي صلى الله عليه وسلم على وجوه وأعمال أولئك الناس، فلا تقصير في محبته ولا تفريط في اتباعه، وإليك نماذج مما يثبت ما أقول:

النموذج الأول:

جهادهم في سبيل الله، لنشر دين الله سبحانه وتعالى والتضحية في سبيله، فإن الإسلام وصل أطراف الصين شرقاً، وقلب شبه القارة الهندية جنوباً شرقياً، وحدود فرنسا غرباً، كل ذلك في زمن التابعين.

النموذج الثاني:

حفظهم لسنته صلى الله عليه وسلم وتدوينها، وتبويبها، والحفاظ عليها نصاً ومعنى، والرحلة في سبيل ذلك، والذب عنها، بما لا يوجد عند أمة من الأمم.

النموذج الثالث:

الدفاع عن منهاج النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك، فقد نذروا أنفسهم لذلك، وردوا على كل الطوائف المنحرفة بكل قوة وصلابة واحتساب، وملأت مصنفاتهم في ذلك الدنيا، مما يدل على غيرة شديدة ومحبة أكيدة له صلى الله عليه وسلم.

النموذج الرابع:

توقيرهم لحديثه والتأدب عند التحديث به، من خفض الصوت، وحسن السمت، والبروز على أكمل الوجوه لذلك، قال ضرار بن مرة: { كانوا يكرهون أن يحدثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على غير وضوء }، وقال أبو سلمة الخزاعي: { كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ولبس قلنسوة، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم}، وكان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك، فإذا جاء الحديث خشع.

وفي جامع الخطيب البغدادي- رحمه الله- عن أحمد بن سليمان بن القطان أنه قال: { كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتُحدث في مجلسه، ولا يُبرى قلم، ولا يبتسم أحد، فإن تُحدث أو بُري قلم، صاح ولبس نعليه ودخل، وكذا كان يفعل ابن نمير، وكان من أشد الناس في هذا، وكان وكيع أيضاً في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أمرهم شيئاً انتعل ودخل }، وقال حماد بن سلمة – رحمه الله- : { كنا عند أيوب نسمع لغطاً، قال: ما هذا اللغط؟! أما بلغهم أن رفع الصوت عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرفع الصوت عليه في حياته؟! }.

النموذج الخامس:

صرامتهم في العمل بالسنة وعدم المخالفة لها، قال الحميدي -رحمه الله-: (( كنا عند الشافعي، فأتاه رجل، فسأله مسألة فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال الرجل للشافعي: ما تقول فيها أنت؟ قال: سبحان الله! أتراني في بيعة؟! ترى على وسطي زناراً؟! أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول أنت!)).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 11:20 pm

خلو القرون المفضلة من بدعة المولد:

وقد شهد الأئمة العدول، أن القرون الثلاثة المفضلة بريئة من هذا الاحتفال، لم يفعلوه أو يستحسنوه، أو يخطر على بالهم، قال الإمام الفاكهاني- رحمه الله-في رسالته: (( لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب الله ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطالون، وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوب؛ لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع ولا فعله الصحابة ولا التابعون فيما علمت، وهذا هو جوابي عنه بين يدي الله تعالى إن سئلت عنه)) [5]، وقال ابن الحاج: (( هو بدعة في الدين، وزيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، واتباع السلف أولى بل أوجب لأنهم أشد الناس اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن لهم تبع فيسعنا ما وسعهم ))[6] . وقال السخاوي في فتاواه: (( عمل المولد لم ينقل عن أحد السلف في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد )) [7]، وكفى بهذه الشهادات تنزيهاً للسلف الصالح عن هذه البدعة، فإن قال قائل: (( لقد استحسن هذا العمل جماعة من العلماء، مثل أبي شامة والسيوطي وابن دحية وغيرهم ))، فالجواب: أن هؤلاء جميعاً من المتأخرين، ومن الذين نشئوا بعد أن أسس هذه البدعة الفاطميون، وأذاعها عنهم الصوفية كما سيأتي، وقد قابل استحسانهم استنكار غيرهم من معاصريهم وممن جاء بعدهم، فأصبح الاحتكام واجب إلى الكتاب العزيز، والسنة المطهرة، وعمل السلف الصالح، ولم نجد في شيء من ذلك ما يدل على ما استحسنه المستحسنون، فكان السلف أولى بالاتباع كما قال ابن الحاج.

واستحسانهم، إنما هو لأصل عمل المولد، وأما لو رءوا ما فيه اليوم من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قلة الأدب معه، ومن الرقص والغناء وانتهاك حرمة المساجد، وغيرها من المنكرات، فلا يمكن أن يستحسنوه.

الجو الذي سادت فيه البدع وانتشرت، ومنها بدعة المولد.

في القرن الأول والثاني كانت السنة هي السائدة، والقيادة السياسية والعلمية في يد أهل السنة، فلم يكن هناك مجال لانتشار البدع وظهورها وفشوها إلى قرب نهاية القرن الثالث، ثم في آخر القرن الثالث وبداية الرابع تتابعت الفتن وعمت البدع، وانتقلت السلطة والقيادة من أيدي أهل السنة إلى أيدي الباطنية من الروافض والإسماعيلية والقرامطة، الذين لا يحبون الله ولا رسوله، ولا أصحاب رسوله، ولا الصالحين من أهل السنة والاتباع، وإنما يتظاهرون بمحبة أهل البيت نفاقاً وزوراً، للوصول إلى أهدافهم الخبيثة ومقاصدهم المريبة التي منها هدم الإسلام والقضاء عليه.

فقد كان آل بويه من الرافضة الغلاة، الذين كانوا أول من أظهر سب الصحابة علناً، بل لعن الشيخين جهاراً في بغداد، كانوا يحكمون شرق العالم الإسلامي بما في ذلك بغداد وسائر العراق وأطراف الشام.

وكان العبيديون الباطنيون الذين يسمون زوراً الفاطميون، والذين كفرهم وبين قبائح اعتقاداتهم وكيدهم للإسلام جماهير علماء الإسلام، كانوا يحكمون مصر وبعض أطراف الشام والمغرب العربي.

وكان القرامطة الذين اتفق على كفرهم علماء الإسلام والذين استباحوا بيت الله الحرام، وأخذوا الحجر الأسود من موضعه، ومكث عندهم زمناً طويلاً، وقتلوا الحجاج داخل الحرم، وقال قائلهم:

فلو كان هذا البيت لله ربنا لصب علينا النار من فوقنا صباً

لإنا حججنا حجة جاهلية مجللة لم تبق شرقاً ولا غرباً

كان هؤلاء يحكمون وسط العالم الإسلامي وبالذات جزيرة العرب، وفي تلك الحقبة المظلمة أطلت البدع بقرونها وترسخت جذورها وباضت وفرخت في أرجاء البلاد الإسلامية، كما نشأت وظهرت وانتشرت في تلك الفترة حركة أخرى لا تقل خطورة عما سبق، ولا تعتمد على السلطة الظاهرة السياسية أو العسكرية، وإنما تعتمد على السلطة الروحية التي نمتها في أوساط المجتمع،وبثتها في روعه حتى إنها صارت بذلك حاكمة على أصحاب السلطة الظاهرة أنفسهم، فضلاً عن الرعية وعوام الناس، وبذلك كانت تتبجح وتصف رموزها بهذا البيت:

ملوك على التحقيق ليس لغيرهم من الملك إلا اسمه وعقابه

تلك هي الحركة الصوفية الفلسفية المنحرفة، وهي في الواقع وجه آخر للباطنية الشيعية، بل هي هي، إذ أن معظم أقطابها يزعمون الانتساب إلى أهل البيت، ويزعمون أن أسانيدهم في التصوف تلتقي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم إلى جبريل عليه السلام ثم إلى رب العالمين! تعالى الله عنا يقولون علواً كبيراً.

وقد قرر عدد من الباحثين المصريين- منهم شيخ سابق للجامع الأزهر، هو الشيخ مصطفى عبد الرزاق- أن الفاطميين حينما شعروا بانحلال نفوذهم وقرب سقوطهم، حركوا جمعاً من خلصاء أصحابهم، للتظاهر بالتصوف وبثه في العالم الإسلامي، والعربي على وجه خاص، وعقدوا لذلك مؤتمراً بمكة، على أثره أرسلوا دعاتهم إلى أنحاء البلاد العربية، العراق والشام ومصر واليمن، وذلك في القرن السادس الهجري، أي: قبل وفود عبد الله الصالح المغربي، مندوب أبي مدين، أحد أقطاب الصوفية المغاربة قبل وفوده إلى حضرموت بسنوات، مما يجعل هناك احتمالاً كبيراً أن يكون إرسالهم إلى حضرموت واليمن عموماً، ناتج عن قرارات ذلك المؤتمر، والله أعلم، كما وفد مبشرون بالتصوف إلى أنحاء من اليمن في تلك الفترة، وكان الغرض من ذلك بقاء السلطة والهيمنة في يد الشيعة لا في يد أهل السنة.

الذي أريد أن أقوله هو: إن بدعة الاحتفال بالمولد نشأت في هذا الجو البدعي الباطني المظلم، نشأت على يد الفاطميين، ثم تلقفها الصوفية ونشروها في أرجاء الأرض، والغريب أن المدافعين عن البدع بشكل عام، وعن بدعة المولد بشكل خاص، قد أدركوا النسب الخبيث لهذه البدعة، وما يعنيه اختصاص الفاطميين باختراع بدعة المولد من قبح لهذه البدعة، وبُعد عن الدين القويم، فراحوا ينكرون أن تكون هذه البدعة من اختراع الفاطميين، ويردون بالجحود الواضح والمكابرة المفضوحة على من يثبت ذلك، ولكن أهل السنة- بحمد الله- أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن الاحتفال ببدعة المولد هو من دسائس الفاطميين وبدعهم التي تليق بحالهم، وهذا البرهان:

أقوال المؤرخين في نسبة المولد للفاطميين:

نقل تقي الدين أحمد بن علي المقريزي المصري الشافعي المؤرخ المعروف عن ابن المأمون في أخبار سنة ست عشرة وخمسمائة كلاماً طويلاً، قال: (( واستهل ربيع الأول ونبدأ بما شرف به الشهر المذكور، وهو ذكر مولد سيد الأولين والآخرين محمد صلوات الله وسلامه عليه لثلاث عشرة منه، وأطلق ما هو برسم الصدقات من مال النجاوي خاصة ستة آلاف درهم، ومن الأصناف من دار الفطرة أربعون صينية فطرة، ومن الخزائن يرسم المتولين والسدنة للمشاهد الشريفة التي بين الجبل والقرافة التي فيها أعضاء آل رسول الله صلى الله عليه وسلم سكر ولوز وعسل وشيرج لكل مشهد وما يتولى تفرقته، ابن سناء الملك ابن ميسر أربعمائة ألف رطل حلاوة، وألف رطل خبز.

وكان الأفضل ابن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة؛ النبوي والعلوي والفاطمي والإمام الحاضر وما يهتم به، وقدم العهد به حتى نسى ذكرها، فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله، ويرددون الحديث معه فيها، ويحسنون معارضة الوزير بسببها، وإقامة الجواري والرسوم فيها، فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر.

قال المقريزي: ((وقال ابن الطوير: ذكر جلوس الخليفة في الموالد الستة في تواريخ مختلفة وما يطلق فيها، وهي: مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومولد فاطمة عليها السلام، ومولد الحسن، ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد الخليفة الحاضر، ويكون هذا الجلوس في المنظرة التي هي أنزل المناظر وأقرب إلى الأرض قبالة دار فخر الدين جهاركس والفندق المستجد، فإذا كان اليوم الثاني عشر من ربيع الأول تقدم بأن يعمل في دار الفطرة عشرون قنطاراً من السكر اليابس حلواء يابسة، من طرائفها تعبأ في ثلاثمائة صينية من النحاس وهو مولد النبي صلى الله عليه وسلم، فتفرق التفرق تلك الصواني في أرباب الرسوم من أرباب الرتب، وكل صينية في قوارة من أول النهار إلى ظهره، فأول أرباب الرسوم قاضي القضاة، ثم داعي الدعاة، ويدخل في ذلك القراء بالحضرة والخطباء والمتصدرون بالجوامع بالقاهرة وقومه المشاهد..)) [8].

وقال تحت عنوان: (( ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم، تتسع بها أحوال الرعية، وتكثر نعمهم )): (( وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، هي: موسم رأس السنة، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب، ومولد الحسن، ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم الخليج، ويوم النوروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الرعوبات ))[9]

وقد نقل أبو العباس القلقشندي [10] بعد كلام طويل عن جلوسات الخليفة الفاطمي قريباً مما مر عن المقريزي، فكان مما قال: (( الجلوس الثالث: جلوسه في مولد النبي صلى الله عليه وسلم...)) [11].

كما أثبت ذلك أدباء ومؤرخون وأساتذة جامعات معاصرون، ليس لهم غرض من إثبات ذلك أو نفيه من ناحية شرعية.

فهل بعد هذه النقول شك في أن الفاطميين هم الذين اخترعوا بدعة الاحتفال بالمولد النبوي؟! والفاطميون قد حولوا الدين كله إلى بدع تكرس عقيدتهم، وتشغل الناس عن العمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أو حتى التأمل فيما هم فيه، وكل الذي شغلوهم به أوجه لا صلة له بالدين وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وخذ مثلاً هذه الاحتفالات، فمنها ما ينسب إلى الدين والدين منها برئ، كالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وموالد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ورجب وشعبان ورمضان والختم، ومنها ما يعرف نهي الدين عنه، واتفاق كلمة المسلمين على النهي عنه، مثل: ميلاد المسيح، ويوم النوروز وهو من أعياد القبط، وعيد الغطاس وهو من مواسم النصارى، وخميس العدس من أعياد النصارى، ومنها ما هو لتمجيد وتعظيم خليفة العصر كما يزعمون، مثل: الركوبات، وميلاد الخليفة.

هذا هو دين الفاطميين، إضافة إلى سوء معتقدهم الذي بينه العلماء رحمهم الله.

فهل هؤلاء جديرون بأن يقتدى بهم؟

وهل بهذا يكون الاحتفال بالمولد دليل محبة المحتفلين، وأن من لم يحتفل لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم؟

بمعنى آخر: هل الباطنيون العبيديون، والصوفية المنحرفة ومن تبعهم، يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر أم الصحابة والتابعون، وأئمة الدين ومن تبعهم، يحبونه أكثر؟ الإجابة لا تحتاج إلى كبير عناء.

تلقف الصوفية لذلك عن العبيديين:

لقد كانت الصوفية الفلسفية المنحرفة ذات أصل شعبي باطني، وقد سبق ذكر ذلك، كما أنهم اقتبسوا منهم كثيراً من البدع العقائدية والعملية حتى بعض العقائد الكفرية كما يرى ابن خلدون، حيث جاء في مقدمته: (( ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة- المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس- توغلوا في ذلك، فذهب الكثير منهم إلى الحلول والوحدة كما أشرنا إليه، وملئوا الصحف منه مثل: الهروي في كتاب المقامات له وغيره، وتبعهم ابن العربي وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف وابن الفارض والنجم الإسرائيلي في قصائدهم، وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضاً بالحلول وإلهية الأئمة مذهباً لم يعرف لأولهم، فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر، واختلط كلامهم، وتشابهت عقائدهم، وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب ومعناه رأس العارفين... الخ )) [12] .

إذاً: ومما أخذوه عنهم هذه البدعة، وكان أول ظهورها في مدينة الموصل على يد صوفي معروف هو عمر بن محمد الملا، ذكر ذلك سبط ابن الجوزي[13] وابن كثير[14]، وقد ذكروا أنه كان من كبار الصوفية، له زاوية وأتباع، وكان الناس من الأمراء وغيرهم يعتقدون فيه كشأن أقطاب الصوفية.

إذاً: فليس كما يزعم مروجوا الموالد أن الذي أحدثها الأمير بهاء الدين كوكبري أمير إربل، إذ أن هذا بعيد عنه، وهناك من أبان عن جانب مظلم ينفر عنه ويشكك في صلاحه، فهذا ياقوت الحموي يقول عنه: [15] (( وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب في أخذ الأموال من غير وجهها، وهو مع ذلك مفضل للفقراء، كثير الصدقات على الغرباء، يسير الأموال الجمة الوافرة، يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار، وفي ذلك يقول الشاعر:

كساعية للخير من كسب فرجها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي

ولو فرضنا صلاح الرجل، وعدم صحة ما ذكره ياقوت الحموي، فإن الأمر حينئذ يكون كما قال الشيخ علي الطنطاوي- رحمه الله-: (( وكان يؤخذ عليه أنه كان على طريقة مبتدعة المتصوفة، الذين يقيمون حفلات السماع، ويتواجدون ويرقصون، ويأتون أعمالاً ليست من الدين ولا يعرفها السلف، ولا أوائل الصوفيين، وكان مولعاً بها، يزور مدارس الصوفية التي أنشأها لهم، فيُجمع له المغنون- المنشدون- فسمع منهم مثل الذي تسميه إذاعة دمشق ( الأناشيد) ومن زعم أن في المحدثات ما هو من الدين، فقد نسب النقص إلى الشريعة، وادعى بأنه زاد في القربة والطاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيصدم هذا الكلام كثيراً من السامعين، ويرون فيه غير ما عرفوا وألفوا، ولكنه الحق، والحق أحق أن يتبع ))[16] .

وقال قبل ذلك: (( ولولا ما سن من سنن سيئة يوم المولد، من اللهو والسماع، لشهدت أنه لم يكن له نظير ))[17].
حقيقة المولد:

ثبت بما لا مجال للشك فيه أن المولد نبتة غريبة عن الإسلام ومنهجه المصفى، وبدعة من البدع الباطنية العبيدية، وعنهم مبتدعة الصوفية، ولا صلة له بالسلف الصالح المأمور باتباعهم والاقتداء بهم.

لكن، بقي أن تعرف حقيقة المولد ما هو؟ ماذا فيه من تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وربط لأمته به وبشمائله الكريمة، وسننه العظيمة، وأخلاقه السامية الرفيعة؟

لنعلم بعد ذلك، أيريد المروجون للمولد حقاً تذكير الأمة بعظمة نبيها وحثهم على الاقتداء به؟ أم غير ذلك؟ ولنأخذ على ذلك مثلاً مولد الديبعي الذي يعظمه القوم، ويرونه أفضل أو من أفضل الموالد، حتى كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيباً للناس في العناية به حيث جاءت هذه العبارة: (( فقيل لسيدي أحمد بن حسن العطاس: هل قيل في المولد المنسوب إلى المحدث الديبعي أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر قراءته من أوله إلى آخره؟ قال: نعم، والحبيب صالح بن عبد الله العطاس يقول: يحضر النبي صلى الله عليه وسلم في كل مولد عند المقام فيه إلا مولد الديبعي فإنه يحضره كله ))[18].

إذاً: فما هذا المولد العظيم الذي بلغ من الاهتمام به أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضره كله على حد زعمهم؟!

الجواب: إن هذا المولد يحتوي عل طوام وعظائم تبعد الناس عن نهج النبي صلى الله عليه وسلم لا تقربهم إليه، ومنها:

أولاً: الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن أول ما يطالعك فيه بعد الخطبة الركيكة المسجوعة، الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بزعم أن أول ما خلق الله نور محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه به نال آدم أعلى المراتب، ونجا نوح من الغرق، وهلك من خالفه من الأهل والأقارب، وبه أعطي إبراهيم حجته على عباد الأصنام والكواكب.. الخ، وفي آخره وصف غزلي للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (( فجري الجبين، ليلي الذوائب، ألفي الأنف، ميمي الفم، توني الحواجب)) كأنما يصف غادة حسناء! وهذا الكلام مأخوذ من حديث عن جابر عن عبد الرزاق، كذا يقولون، وهذا الحديث نقل شارح المواهب اللدنية، وأقره قبله ابن كثير عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال: (( كل ذلك كذب مفترى باتفاق أهل العلم بالحديث، والأنبياء كلهم لم يخلقوا من النبي صلى الله عليه وسلم، بل خلق كل واحد من أبويه ))[19]. وفي الحاوي للفتاوى للسيوطي (1/323 ) ما لفظه: (( الحديث المذكور في السؤال ليس له إسناد يعتمد عليه ))، هذا مع المخالفة لما هو معلوم قطعي من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح، وعده الغماري في (( المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )) ( موضوعاً ) أي: مكذوباً[20] ثم ثنى بحديث آخر عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر (( أن قريشاً كانت نوراً بين يدي الله، وأن ذلك النور وضع في طينة آدم وأهبط معه إلى الأرض، وكان في السفينة مع نوح، ومع إبراهيم في النار، وما يزال يتنقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية... الخ )) [21].

وهذا الحديث قال عنه ابن الجوزي ( 1/28 ): (( موضوع قد وضعه بعض الزهاد )) أي: أنه مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثم ثلث بإسرائيلية، أي: خبراً من أخبار اليهود بني إسرائيل، أوله عن كعب الأحبار قال: (( علمني أبي التوراة إلا سفراً واحداً، كان يختمه ويدخله الصندوق وهو في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وفي آخره قسم الأمة إلى ثلاثة أقسام: ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يأتون بذنوبهم وخطاياهم فيغفر لهم، وثلث يأتون بذنوب وخطايا عظام، فيقول الله تعالى للملائكة: اذهبوا فزنوهم، فيقولون: يا ربنا! وجدناهم أسرفوا على أنفسهم ووجدنا أعمالهم من الذنوب كأمثال الجبال، غير أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول الحق: وعزتي وجلالي! ما جعلت من أخلص الشهادة كمن كذب، ادخلوهم الجنة برحمتي )) [22].
[/b][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 11:23 pm

وعلى هذه القصة ملاحظات:

الأولى: أنه سماها حديثاً، والمعروف أن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه من التوراة، ففي هذا مغالطة وكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.

الثانية: أن عطاء بن يسار الذي نقلها عن كعب الأحبار، لم يسمع من كعب، وهذا ضعف للقصة من أساسها، أي: أنه لم يثبت أن كعباً حدث بها.

الثالثة: أن تقسيم الأمة بهذا الشكل مخالف لما تواترت به الأحاديث، من أن من أمة محمد من يدخل النار ممن يرتد عن الإسلام، ومنهم من يبقى على الإسلام ويستحق دخول النار فيشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم والشافعون فينجو، ومنهم من يدخلها فعلاً ثم يخرج منها بعد ذلك، كل ذلك مما يدل على كذب هذه القصة، بل إنها -وهي تقرأ على العوام- خطيرة؛ لأنها تجرئهم على المعاصي والفسوق، ما دام أن أهل المعاصي والفسوق يغفر لهم ولا يعذبون يوم القيامة.

فهل يليق أن نلقن العوام مثل هذا الكلام ونكرره في مثل هذه المجامع؟!

ثانياً: كثرة القصص والأحاديث الموضوعة.

كما أن هناك قصص وأحاديث أخرى لا تصح، لا أضيع الوقت بتتبعها، ومن أراد معرفة حالها فليرجع إلى كتاب ( القول الفصل في الاحتفال بمولد سيد الرسل ) لإسماعيل الأنصاري رحمه الله، فقد بالغ في تتبعها ونقل حكم العلماء عليها، وبيان ضعفها ووضع بعضها.

ثالثاً: أن مخرفي الصوفية لم يقتصروا على ما احتوى عليه المولد، وإنما ضموا إليه قصائد أخرى كثيرة، أكثرها ركيكة الألفاظ رديئة المعنى، اشتملت على:

1- توسلات بدعية في كثير منها.

2- استغاثات بالنبي صلى الله عليه وسلم مثل ما في قصيدة علي بن حسن العطاس والتي مطلعها:

يا رسول الله يا عمدتنا يا إمام الأنبياء الأمنا

وفيه يقول:

يا رسول الله ضاقت حيلي من كروبي وجسيمي وهنا

يا رسول الله عم الخطب من كل وجه ظاهراً أو باطناً

فتداركني ونفس كربتي وافتقد حالي افتقاداً حسناً

وكذلك استغاثات بآل علوي مثل القصيدة التي من ( ص86 إلى ص87 ) وفيها يقول:

يا فقيه يا مقدم يا محمد بن علي

يا وجيه يا مكرم عند مولاك العلي

أنت وأولادك وصحبك عندكم كم من ولي

تطلب السقاف غارة ذاك ذي بحره ملي

وابنه المحضار يحضر والمهدر بو علي

وإن ذكرت العيدروس كل كربة تنجلي

غارة يا عيدروس في عجل لا تمهلي

يا كبير الصوفية عندك المرعي فلي

وابن سالم والحسين ذو المقام المعتلي

يا آل باعلوي كلكم ساعدوني يا هلي

.... إلى آخرها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 11:33 pm

رابعاً: سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أورد في ( ص 41 ) قصيدة قال في الهامش: (( ويستحسن مع القيام في المولد الشريف بتشخيص روح المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قراءة هذه القصيدة)) قلت: أي من أجل أن ينزل عليه الأوصاف التي اشتملت عليها، وهذه هي القصيدة:

زارني بعد الجفا ظبي النجود عنبري العرف وردي الخدود

وسقاني برحيق بالجديد وشفى بالملتقى قلبي العميد

قلت أهلاً يا غزال الرقمتين أنت قرة خاطري أيضا وعيني

لا تعدي يا سويجي المقلتين هكذا ترعى ذمامي وعهودي

أقبلت لي حين أقبلت البشائر بالأماني والمنى يا ظبي عامر

كم وكم لي من مرام ومرامر فيك يا دري المباسم والعقود

يا قضيباً يتمايل في كثيب عندما هبت له ريح الجنوب

عُد إلينا لا تخف قول الرقيب يا مسراتي إذا ما عاد عُودي

يا رعى الله ليالاً بالمعاهد نلت فيها ما أرجيه وزائد

هل ترى عيشاً تقضى ثم عائد بالبكا يا عين جودي

إن لي في اللة آمال طويلة وظنون حسنة فيه جميلة

ليس لي في نيل ما أرجو وسيلة غير طه المصطفى زين الوجود

فقال لي بربك هل هذا الوصف يليق بأدنى الرجال فضلاً عن سيد الأنبياء والمرسلين وبطل الأبطال أم أنه وصف ربات الحجال؟!

خامساً: سوء الأدب داخل بيوت الله.

فالمسجد قد قرر العلماء أن مجرد رفع الصوت فيه مكروه على أقل الأحوال، فكيف برفعه مع الطبول والشبابات، وبكلام يثير الشهوات ويحرك الغرائز، مثل تلك القصيدة التي مطلعها:

على العقيق اجتمعنا نحنا وسود العيون

ما ظن مجنون ليلى قد جن مثل جنوني

فيا عيوني عيوني ويا جفوني جفوني

ويا قليبي تصبر على الذي فارقوني

والتي أصبح يغنيها أشهر المطربين، فهناك مطرب من مشاهير مطربي الحجاز غناها قديماً، وهنا مطرب من مشاهير مطربي هذه البلاد يغنيها الآن، أوليس هذا امتهان للمسجد، وعكس لمزاعم القوم في أنهم يريدون بالموالد إصلاح الناس؟!

سادساً: الشطط والتبجح المتجاوز للحد الشرعي:

احتوى ذلك المجموع على قصيدتين من شطح الصوفية، فيهما من التبجح ما لا يجوز، بل فيهما نسبة أوصاف إلى قائلي تلك القصيدتين لا تليق إلا بالله جل جلاله، فظاهرهما الكفر، ولكن قد يقال: إن لهما تأويلاً، ونحن نقول: إن كان الأمر على ظاهره فهو كفر، فكيف يردد على مسامع الناس، وفي هذا الحفل الذي ترونه من أفضل المجامع وفي بيوت الله عز وجل؟ أوليس من أقر الكافر على كفره فهو كافر مثله؟

وخصوصاً في مثل هذا الحال، حيث ينقل ذلك الكلام على وجه الاستحسان له، وإن كان الأمر كما تقولون من أن المقصود شيء آخر، وأن للشاعرين تأويلاً، أوليس حسبنا أن نعذرهما ونسترهما، ونخفي ما لا يليق نسبته إليهما إلا على سبيل التأويل؟

لا شك أن إنشاد مثل هاتين القصيدتين، إنما هو تعميق لعقيدة الصوفية في الأقطاب وتصرفهم في الكون، تلك العقيدة التي يقول عنها عبد القاهر البغدادي: (( وأما المفوضة من الرافضة فقوم زعموا أن الله تعالى خلق محمداً ثم فوض إليه خلق العالم وتدبيره، فهو الذي خلق العالم دون الله تعالى، ثم فوض محمد تدبير العالم إلى علي بن أبي طالب، فهو المدبر الثاني.

وهذه الفرقة شر من المجوس الذين زعموا أن الإله خلق الشيطان، ثم إن الشيطان خلق الشرور، وشر من النصارى الذين سموا عيسى عليه السلام مدبراً ثانياً، فمن عدّ مفوضة الرافضة من فرق الإسلام فهو بمنزلة من عدّ المجوس من فرق الإسلام ))[23] .

وأنا لا أقول: إن هؤلاء شر من المجوس كما قال البغدادي، إنما غرضي أن هذه العقيدة، عقيدة التصرف في الكون خطيرة إلى درجة أن العلماء من عدّ معتقدها شراً من المجوس.

وتلك القصيدتان إحداهما ينسبونها للشيخ عبد القادر الجيلاني ولا أظنها تثبت عنه ( ص90 ) مطلعها:

كل قطبٍ يطوفُ بالبيت سبعاً وأنا البيت طائف بخيامي

كل قطبٍ وكل فردٍ وشيخٍ تحت حكمي يصغي لطيب كلامي

يا فقيري إن كنت معناك معنا باتصالي ورفعتي ومقامي

إن علم العلوم والدرس شُغلي أنا شيخُ القُراء وكل إمامي

كعبتي راحتي وبسطي مُدامي وفقيري إذا دعاني بشرقٍ

أبو بغرب أو نازحٍ بحرطامي قالّت الأولياءُ جميعٌ بعزمِ

أنت قطبٌ على جميع الأنام قلتُ واسمعوا نظمُ قولي

إنما القطبُ خادمي وغلامي أنا في سجدتي أرى العرش حقاً

وجميع الأملاك فيه قيامي سائرُ الدنيا كلها تحت حكمي

وهي في قبضتي كفرخ الحمام أنا عبدٌ لقادرٍ طاب اسمي

جَدّي المصطفى شفيعُ الأنام صلواتي عليه طُول الدوام

بالعشايا وبالبُكر والظلام

والأخرى للشيخ أبي بكر بن سالم العلوي صاحب عينات، مطلعها (ص91 ):

صَفت لي حُميَا خلي واَسقيتٌ من صافيها

وفيها:

أنا اعزلٌ إنما إلي ولي وأنا شيخها قاضيها

أنا حتفٌ لأهل العذلِ ونارُ الجحيم اطغيها

ومنها:

وعينُ الحقيقة عيني وأشربُ من ساقيها

وفيها:

أنا عرشُها والكرسي وأنا للسماء بانيها

وهي طويلة من هذا النمط!!

ولا شك أن إنشاد هذا الهوس على مسامع عوام المسلمين في بيوت الله، هو عين الدعوة إلى الضلال، والانحلال من عُرى العقيدة الوثيقة.

سابعاً: القيام وما يعتقدون فيه:

يعتقد أهل الموالد أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر احتفالاتهم؛ ولذا تراهم يقومون عند تلك اللحظة يعتقدون حضوره فيها، ويتغنون بأبيات تناسب المقام، مع استحضار أو تشخيص روح النبي صلى الله عليه وسلم، أي: يتصورونه حاضراً بينهم، فحيناً يتغنون بتلك القصيدة الغزلية الهابطة التي تسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( ص41 ) والتي مطلعها:

زارني بعد الجفا ظبي النجود عنبري العرف وردي الخدود

وقد سبقت الإشارة إليها وحيناً:

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

يا نبي سلام عليك يا رسول سلام عليك

يا حبيب سلام عليك صلوات الله عليك

أشرق الكون ابتهاجاً بوجود المصطفى أحمد

........الخ.

وحيناً:

مرحباً يا نور عيني.. مرحبا مرحباً جدّ الحسيني.. مرحبا

وحيناً:

مرحباً بالنبي والأنبياء والصحابة يوم قمنا عسى دعوة من الله مٌجابة

وقد صرحوا بحضوره عند الموالد، وسبقت عبارة أحمد بن حسن العطاس، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر جميع الموالد عند القيام، وأنه يحضر مولد الديبعي من أوله إلى آخره! وفي ( كنوز السعادة الأبدية في الأنفاس العلية الحبشية ) نقلاً عن علي بن علي الحبشي، الذي كان يسكن المدينة النبوية قال: (( رأيت الحبابة فاطمة تقول: يا علي! بغيت النبي؟ قلت: نعم، قالت: اخرج إلى حضرموت فإنه في سيئون عند علي الحبشي، فقلت لها: أنا عنده وتقولين: اخرج إلى حضرموت فهو هناك؟! فقالت: وإن كنت عنده فهو عند علي الحبشي في المولد )).

ولذلك فهم يعظمون هذا القيام تعظيماً زائداً، ويجعلونه شعار أهل السنة كما قال محمد بن سالم بن حفيظ في رسالته ( قرة العين في الرد على أسئلة وادي العين )( وبالجملة فالقيام عند ذكر مولده صلى الله عليه وسلم صار شعار أهل السنة والجماعة وتركه من علامات الابتداع، فلا ينبغي تركه ولا المنع منه، بل ربما استلزم ذلك الاستخفاف بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا أفتى المولى أبو السعود العماري بخشية الكفر على من يتركه حين يقوم الناس لإشعاره بذلك)).

هذا هو اعتقادهم، وهذا عملهم، وإليك الرد على ما اشتمل عليه:

أولاً: إن دعوى حضور النبي صلى الله عليه وسلم دعوى باطلة، ردها المحققون من علماء المسلمين، وقد ورد سؤال إلى الشيخ العلامة محمد رشيد رضا- رحمه الله- من الحضارم بجاوة عن صحة ما يقوله البعض: إن روحانية النبي صلى الله عليه وسلم تحضر قراءة مولد الديبع من أولها إلى آخرها، وتحضر في غيرها من قصص المولد عند القيام فقط.

فكان الجواب:

أما قول قراء هذه القصيدة من المحتالين على الرزق بدعوى الولاية: إن روحانية المصطفى تحضر مجالسهم التي يكذبون فيها عليه، فمثله كثير من أولئك الدجالين، ولا علاج لهذا الجهل إلا كثرة العلماء بالسنة والدعاة إليها بين المسلمين، وذلك بساط قد طوى، وإن كثيراً من المسلمين ليعادوننا ولا ذنب لنا عندهم إلا الانتصار للسنة السنية، والدعوة إلى الله ورسوله بالحق لا بالأهواء ))[24].

هذا إذا كانوا يزعمون أن الروح هي تحضر، وأما إن كانوا يقصدون أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بروحه وجسده فهذا أشد نكارة وسخافة، وقد صرح برده جماعة كبيرة من أكابر العلماء منهم: القاضي أبو بكر بن العربي، وأبو العباس أحمد بن عمر القرطبي شارح مسلم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والحافظ السخاوي، وملا علي القارئ، ومحمد رشيد رضا، كل هؤلاء صرحوا بمنع وقوع ذلك.

ثانياً: القيام من حيث هو:

كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم المنع من القيام للناس تعظيماً، وكذلك هدي أصحابه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (( لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رءوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته ذلك )) [25].

ولهذا أفتى ابن حجر الهيتمي المكي عمدة أهل حضرموت في الفقه بقوله: (( ونظير ذلك فعل كثير عند ذكر مولده صلى الله عليه وسلم وضع أمة له من القيام، وهو أيضاً بدعة لم يرد فيه شيء، على أن الناس إنما يفعلونه تعظيماً له صلى الله عليه وسلم، فالعوام معذورون بذلك بخلاف الخواص، والله سبحانه أعلم بالصواب ))[26].

ثالثاً: كثير من احتفالات المولد تستخدم فيها آلات اللهو من الدفوف والشبابات ونحوها.

وقد صرح جمعٌ كبيرٌ من العلماء بالنهي عن ذلك واعتباره من البدع الشنيعة، ومثل ذلك لا يخفى على عاقل، ولو شئنا جمع ما في ذلك من فتاوى وبحوث، لما وسعها مجلد ضخم، وحسبك هذه الأبيات للعلامة إسماعيل بن أبي بكر اليماني المقرئ، أحد أئمة الشافعية بزبيد ( ت 837 هـ ) حيث يقول:

برغم سنة خير العُجم والعَرب أمست مساجدنا للهو واللعبِ

ما كان صلى عليه الله يأمرنا بضرب دفٍ ولا زمرٍ ولا قصبِ

بل كف عن مزمر الراعي مسامعه صداً لها ولنا عن هذه اللعب

فضحتمونا وصيرتم مساجدنا وهي المصونات كالحانات للعب

فلا تطيلوا علينا في مساجدنا فإنها جُعلت للصحف والكتب

وللعبادة والتسبيح لا لعباً يغري امرءاً بالتصابي وهو غير صبي

وفيما ذُكِر كفاية (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) والحمد لله رب العالمين.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] رواه مسلم.

[2] رواه اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة، وأصله في البخاري.

[3] رواه البخاري ومسلم.

[4] رواه البخاري ومسلم.

[5] المورد في عمل المولد للفاكهاني.

[6] ( المدخل ) ابن الحاج.

[7] انظر كلام السخاوي هذا في السيرة الحلبية

[8] في كتابه ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ) المعروف اختصاراً باسم ( الخطط المقريزية ) 2/216 . طبعة مكتبة مدبولي بالقاهرة- تحت عنوان ( جلوس الخليفة بالمنظرة علو باب الذهب ) ص 119 )

[9] نفس المصدر ( 2/347 ).

[10] ( صبح الأعشى ) 498-499 القلقشندي.

[11] ( القول الفصل ) ص67 .

[12] انظر تاريخ ابن خلدون.

[13] انظر ( مرآة الزمان ) 8/310 .

[14] انظر البداية والنهاية.

[15] ( معجم البلدان ) 1/138 .

[16] ( رجال من التاريخ ) 267-273 . علي الطنطاوي. طبعة دار المنار بجدة.

[17] نفس المصدر ص169 .

[18] ( تذكير الناس ) ص 199 .

[19] ( البداية والنهاية ).

[20] ( الذوق الفصل ) 227 .

[21] ( المولد ص 19 ).

[22] ( المولد ص18 ).

[23] ( الفرق بين الفرق 251 ) عبد القاهر البغدادي.

[24] ( القول الفصل ) ص36 .

[25] رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

[26] الفتاوى الحديثية 58
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 11:35 pm

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:
فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والقيام له في أثناء ذلك، وإلقاء السلام عليه، وغير ذلك مما يفعل في الموالد.

والجواب أن يقال:
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضّلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر : « عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ».

ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها.

وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين:{ وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ } [الحشر:7]، وقال عز وجل:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور:63]، وقال سبحانه: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب:21]، وقال تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة:100]، وقال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً } [المائدة:3].
والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وإحداث مثل هذه الموالد يُفهم منه: أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين: أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتمّ عليهم النعمة.

والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلّغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بيّنه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم » رواه مسلم في صحيحه.

ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدّم ذكر ذلك في الحديثين السابقين.

وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة : « أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة » رواه الإمام مسلم في صحيحه.
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

وقد صرّح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها.

وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنّوا أنها من البدع الحسنة.

والقاعدة الشرعية: ردُّ ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله، وسنّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

كما قال الله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [النساء:59]، وقال تعالى: { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } [الشورى:10].

وقد رددنا هذه المسألة -وهي الاحتفال بالموالد- إلى كتاب الله سبحانه، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك -أيضاً- إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبّه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم.

وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها.

ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: { وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة:111]، وقال تعالى: { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [الأنعام:116].

ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى؛ كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء.

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين » ، وقال صلى الله عليه وسلم: « لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله » أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه.

ومن العجائب والغرائب: أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلّف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً، ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.

ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون [15ـ16]: { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ.ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ }.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة، وأنا أول شافع، وأول مُشَفَّعٍ » عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.

فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به.

أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [الأحزاب : 56].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً »، وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة، منها بعد الأذان، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.

والله المسؤول أن يوفّقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمنّ على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة، إنه جواد كريم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 11:37 pm

السؤال:
سئل الشيخ رحمه الله عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ..


المفتي: محمد بن صالح العثيمين
الإجابة:

فأجاب قائلاً : أولاً : ليلة مولد الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ليست معلومة على الوجه القطعي ، بل إن بعض العصريين حقق أنها ليلة التاسع من ربيع الأول وليست ليلة الثاني عشر منه، وحينئذ فجعل الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا أصل له من الناحية التاريخية.

ثانياً : من الناحية الشرعية فالاحتفال لا أصل له أيضاً لأنه لو كان من شرع الله لفعله النبي ، صلى الله عليه وسلم، أو بلغه لأمته ولو فعله أو بلغه لوجب أن يكون محفوظاً لأن الله– تعالى– يقول :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فلما لم يكن شيء من ذلك علم أنه ليس من دين الله ، وإذا لم يكن من دين الله فإنه لا يجوز لنا أن نتعبد به لله – عز وجل – ونتقرب به إليه ، فإذا كان الله تعالى – قد وضع للوصول إليه طريقاً معيناً وهو ما جاء به الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فكيف يسوغ لنا ونحن عباد أن نأتي بطريق من عند أنفسنا يوصلنا إلى الله؟ هذا من الجناية في حق الله – عز وجل- أن نشرع في دينه ما ليس منه، كما أنه يتضمن تكذيب قول الله – عز وجل-: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )

فنقول :هذا الاحتفال إن كان من كمال الدين فلا بد أن يكون موجوداً قبل موت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وإن لم يكن من كمال الدين فإنه لا يمكن أن يكون من الدين لأن الله – تعالى – يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ومن زعم أنه من كمال الدين وقد حدث بعد الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فإن قوله يتضمن تكذيب هذه الآية الكريمة، ولا ريب أن الذين يحتفلون بمولد الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، إنما يريدون بذلك تعظيم الرسول ،عليه الصلاة والسلام، وإظهار محبته وتنشيط الهمم على أن يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا من العبادات ؛ محبة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول، صلى الله عليه وسلم ، أحب إلى الإنسان من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ، وتعظيم الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من العبادة ، كذلك إلهاب العواطف نحو النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من الدين أيضاً لما فيه من الميل إلى شريعته ، إذاً فالاحتفال بمولد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أبداً أن يحدث في دين الله ماليس منه ، فالاحتفال بالمولد بدعة ومحرم ، ثم إننا نسمع أنه يوجد في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل فهم يتغنون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه أكبر من الله – والعياذ بالله- ومن ذلك أيضاً أننا نسمع من سفاهة بعض المحتفلين أنه إذا تلا التالي قصة المولد ثم وصل إلى قوله " ولد المصطفى" قاموا جميعاً قيام رجل واحد يقولون : إن روح الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، حضرت فنقوم إجلالاً لها وهذا سفه ، ثم إنه ليس من الأدب أن يقوموا لأن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، كان يكره القيام له فأصحابه وهم أشد الناس حبّاً له وأشد منا تعظيماً للرسول ، صلىالله عليه وسلم، لا يقومون له لما يرون من كراهيته لذلك وهو حي فكيف بهذه الخيالات؟!

وهذه البدعة – أعني بدعة المولد – حصلت بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة وحصل فيها ما يصحبها من هذه الأمور المنكرة التي تخل بأصل الدين فضلاً عما يحصل فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المنكرات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حارثة الأثري الجزائري
مشرف منبر العقيدة والتوحيد
مشرف منبر العقيدة والتوحيد
أبو حارثة الأثري الجزائري


المساهمات : 455
تاريخ التسجيل : 06/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالإثنين مارس 10, 2008 4:16 pm

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركة الطيبة و بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو دعاء
مدير
مدير
أبو دعاء


المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 11, 2008 4:44 pm

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ 342jzaakand0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://douaa.yoo7.com
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 5:03 pm

حكم الاحتفال بالمولد


للشيخ محمد ناصر الدين الألباني

إن الحمد لله نحمده ونستعينة ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامر محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد فقد بدا لي أن أجعل كلمتي في هذه الليلة بديل الدرس النظامي حول موضوع احتفال كثير المسلمين بالمولد النبوي وليس ذلك مني كل قياما بواجب التذكير وتقديم النصح لعامة المسلمين فإنه واجب من الواجبات كما هو معلوم عند الجميع، جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية على الاحتفال بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ الاحتفال بطريقة وانتهى اليوم إلى طريقة وليس يهمني في هذه الكلمة الناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطورات إنما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات قديمها وحديثها فنحن معشر أهل السنة لا نحتفل احتفال الناس هؤلاء بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكننا نحتفل احتفالاً من نوع آخر ومن البدهي أنني لا أريد الدندنة حول احتفالنا نحن معشر أهل السنة وإنما ستكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين لأبين أن هذا الاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهير المسلمين لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قيداً شرعياً مطلقا وإنما هي عواطف جانحة فنحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالدين كاملا وافيا تاما والدين هو كل شئ يتدين به المسلم وأن يتقرب به إلى الله عز وجل ليس ثمة دين إلا هذا، الدين هو كل ما يتدين به ويتقرب به المسلم إلى الله عز وجل ولا يمكن أن يكون شئ ما من الدين في شئ ما إلا إذا جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه أما ما أحدثه الناس بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلا سيما بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فهي لاشك ولا ريب من محدثات الأمور وقد علمتم جميعا حكم هذه المحدثات من افتتاحية دروسنا كلها حيث نقول فيها كما سمعتم آنفا "خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" ونحن وإياهم مجمعون على أن هذا الاحتفال أمر حادث لم يكن ليس فقط في عهده صلى الله عليه وسلم بل ولا في عهد القرون الثلاثة كما ذكرنا آنفا ومن البدهي أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لم يكن ليحتفل بولادته ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الإسلام مطلقا في القرون المذكورة آنفا فمن باب أولى ألا يعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدعون إتباعه عيسى نفسه لم يحتفل بولادته مع أنها ولادة خارقة للعادة وإنما الاحتفال بولادة عيسى عليه السلام هو من البدع التي ابتدعها النصارى في دينهم وهي كما قال عز وجل {ابتدعوها ما كتبناها عليهم} ربنا عز وجل هذه البدع التي اتخذها النصارى ومنها الاحتفال بميلاد عيسى ما شرعها الله عز وجل وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده ومحمد صلى الله عليه وسلم أيضا كذلك لم يحتفل بميلاده والله عز وجل يقول {وبهداهم اقتده} فهذا من جملة الإقتداء نبينا بعيسى عليه الصلاة والسلام وهو نبينا أيضا ولكن نبوته نسخت ورفعت بنبوة خاتم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهما ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 5:06 pm

فإذاً محمد صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بميلاده وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غير المشروع الذي نحن في صدد الكلام عليه يقولون محمد صلى الله عليه وسلم ما راح يحتفل بولادته طيب سنقول لم يحتفل بولادته عليه السلام بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه وأحب الخلق من النساء إليه ذالكما أبو بكر وابنته عائشة رضي الله عنهما ما احتفلا بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك الصحابة جميعا كذلك التابعون كذلك أتباعهم وهكذا إذا لا يصح لإنسان يخشى الله ويقف عند حدود الله ويتعظ بقول الله عز وجل، {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} فلا يقولن أحد الناس الرسول ما احتفل لأنه هذا يتعلق بشخصه لأنه يأتي بالجواب لا أحد من أصحابه جميعا احتفل به عليه السلام فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال ولا أفضل من بعدهم أبدا ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقا من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضي هذه السنين الطويلة ثلاثمائة سنة يمضون لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفا فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة لا تعرف الحدود المشروعة وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله عز وجل ومن ذلك { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } فرسول الله ما احتفل إذا نحن لا نحتفل إن قالوا ما احتفل لشخصه نقول ما احتفل أصحابه أيضا بشخصه من بعده فأين تذهبون؟ كل الطرق مسدودة أمام الحجة البينة الواضحة التي لا تفسح مجالاً مطلقا للقول بحسن هذه البدعة وإن مما يبشر بالخير أن بعض الخطباء والوعاظ بدأوا يضطرون ليعترفوا بهذه الحقيقة وهي أن الاحتفال هذا بالمولد بدعة وليس من السنة ولكن يعودهم ويحتاجون إلى شئ من الشجاعة العلمية التي تتطلب الوقوف أمام عواطف الناس الذين عاشوا هذه القرون الطويلة وهم يحتفلون فهؤلاء كأنهم يجبنون أو يضعفون أن يصدعوا بالحق الذي اقتنعوا به ولذلك لا تجد يروق ولا أريد أن أقول يسدد ويقارب فيقول صحيح أن هذا الاحتفال ليس من السنة ما احتفل الرسول ولا الصحابة ولا السلف الصالح ولكن الناس اعتادوا أن يحتفلوا ويبدو أن الخلاف فقري، هكذا يبرر القضية ويقول الخلاف شكلي لكن الحقيقة أنهم انتبهوا أخيرا إلى أن هذا المولد خرج عن موضوع الاحتفال بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحيان حيث يتطرف الخطباء أمورا ليس لها علاقة بالاحتفال بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم أريد ألا أطيل في هذا ولكني أذكر لأمر هام جدا طالما غفل عنه جماهير المسلمين حتى بعض إخواننا الذين يمشون معنا على الصراط المستقيم وعلى الابتعاد من التعبد إلى الله عز وجل بأي بدعة، قد يخفى عليهم أن أي بدعة يتعبد المسلم بها ربه عز وجل هي ليست من صغائر الأمور ومن هنا نعتقد أن تقسيم البدعة إلى محرمة وإلى مكروهة يعني كراهه تنزيهيه هذا التقسيم لا أصل له في الشريعة الإسلامية كيف وهو مصادم مصادمة جلية للحديث الذي تسمعونه دائما وأبدا (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فليس هناك بدعة لا يستحق صاحبها النار ولو صح ذلك التقسيم لكان الجواب ليس كل بدعة يستحق صاحبها دخول النار لم؟ لأن ذاك التقسيم يجعل بدعة محرمة فهي التي تؤهل صاحبها النار وبدعة مكروهة تنزيها لا تؤهل صاحبها للنار وإنما الأولى تركها والإعراض عنها والسر وهنا الشاهد من إشارتي السابقة التي لا ينتبه لها الكثير، والسر في أن كل بدعة كما قال عليه الصلاة والسلام بحق ضلالة هو أنه من باب التشريع في الشرع الذي ليس له حق التشريع إلا رب العالمين تبارك وتعالى فإذا انتبهتم لهذه النقطة عرفتم حينذاك لماذا أطلق عليه الصلاة والسلام على كل بدعة أنها في النار أي صاحبها ذلك لأن المبتدع حينما يشرع شيئا من نفسه فكأنه جعل نفسه شريكا مع ربه تبارك وتعالى والله عز وجل يأمرنا أن نوحده في عبادته وفي تشريعه فيقول مثلاً في كتابه (ولا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) أندادا في كل شئ من ذلك في التشريع ومن هنا يظهر معشر الشباب المسلم الواعي المثقف الذي انفتح له الطريق إلى التعرف على الإسلام الصحيح من المفتاح لا إله إلا الله وهذا التوحيد الذي يستلزم كما بين ذلك بعض العلماء قديما وشرحوا ذلك شرحا بينا ثم تبعهم بعض الكتاب المعاصرين أن هذا التوحيد يستلزم إفراد الله عز وجل بالتشريع يستلزم ألا يشرع أحد مع الله عز وجل أمرا ما سواء كان صغيرا أم كبيرا جليلا أم حقيراً لأن القضية ليست بالنظر إلى الحكم هو صغير أم كبير وإنما إلى الدافع إلى هذا التشريع فإن كان هذا التشريع صدر من الله تقربنا به إلى الله وإن كان صدر من غير الله عز وجل نبذناه وشرعته نبذ النواة ولم يجز للمسلم أن يتقرب إلى الله عز وجل بشيء من ذلك وأولى وأولى ألا يجوز للذي شرع ذلك أن يشرعه وأن يستمر على ذلك وأن يستحسنه، هذا النوع من إفراد الله عز وجل بالتشريع هو الذي اصطلح عليه اليوم بعض الكتاب الإسلاميين بتسمية بأن الحاكمية لله عز وجل وحده لكن مع الأسف الشديد أخذ شبابنا هذه الكلمة كلمة ليست مبينة مفصلة لا تشتمل كل شرعة أو كل أمر أدخل في الإسلام وليس من الإسلام في شئ أن هذا الذي أدخل قد شارك الله عز وجل في هذه الخصوصية ولم يوحد الله عز وجل في تشريعه، ذلك لأن السبب فيما أعتقد في عدم وضوح هذا المعنى الواسع لجملة أن الحاكمية لله عز وجل هو أن الذين كتبوا حول هذا الموضوع أقولها مع الأسف الشديد ما كتبوا ذلك إلا وهم قد نبهوا بالضغوط الكافرة التي ترد بهذه التشريعات وهذه القوانين من بلاد الكفر وبلاد الضلال ولذلك فهم حينما دعوا المسلمين وحاضروا وكتبوا دائما وأبدا حول هذه الكلمة الحقة وهي أن الحاكمية لله عز وجل وحده كان كلامهم دائما ينصب ويدور حول رفض هذه القوانين الأجنبية التي ترد إلينا من بلاد الكفر كما قلنا لأن ذلك إدخال في الشرع ما لم يشرعه الله عز وجل هذا كلام حق لاشك ولا ريب ولكن قصدي أن ألفت نظركم أن هذه القاعدة الهامة وهي أن الحاكمية لله عز وجل لا تنحصر فقط برفض هذه القوانين التي ترد إلينا من بلاد الكفر بل تشمل هذه الجملة هذه الكلمة الحق كل شئ دخل في الإسلام سواء كان وافدا إلينا أو نابعا منا مادام أنه ليس من الإسلام في شئ، هذه النقطة بالذات هي التي يجب أن نتنبه لها وأن لا نتحمس فقط لجانب هو هذه القوانين الأجنبية فقط وكفرها واضح جدا نتنبه لهذا فقط بينما دخل الكفر في المسلمين منذ قرون طويلة وعديدة جدا والناس في غفلة من هذه الحقيقة فضلاً عن هذه المسائل التي يعتبرونها طفيفة لذلك فهذا الاحتفال يكفي أن تعرفوا أنه محدث ليس من الإسلام في شئ ولكن يجب أن تتذكروا مع ذلك أن الإصرار على استحسان هذه البدعة مع إجمال جميل كما ذكرت آنفا أنها محدثة فالإصرار على ذلك أخشى ما أخشاه أن يدخل المصر على ذلك في جملة {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} وأنتم تعلمون أن هذه الآية لما نزلت وتلاها النبي صلى الله عليه وسلم كان في المجلس عدي بن حاتم الطائي وكان من العرب القليلين الذين قرأوا وكتبوا وبالتالي تنصروا فكان نصرانيا فلما نزلت هذه الآية لم يتبين له المقصد منها فقال يا رسول الله كيف يعني ربنا يقول عنا نحن النصارى سابقا (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) ما اتخذناهم أحبارنا أربابا من دون الله عز وجل كأنه فهم أنهم اعتقدوا بأحبارهم ورهبانهم أنهم يخلقون مع الله يرزقون مع الله وإلى غير ذلك من الصفات التي تفرد الله بها عز وجل دون سائر الخلق فبين له الرسول عليه السلام بأن هذا المعنى الذي خطر في بالك ليس هو المقصود بهذه الآية وإن كان هو معنى حق يعني لا يجوز للمسلم أن يعتقد أن إنسانا ما يخلق ويرزق لكن المعنى هنا أدق من ذلك فقال له (ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالاً حرمتموه؟ وإذا حللوا لكم حراما حللتموه؟ قال أما هذا فقد كان فقال عليه السلام، فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله " لذلك فالأمر خطير جدا استحسان بدعة المستحسن وهو يعلم أنه لم يكن من عمل السلف الصالح ولو كان خيرا لسبقونا إليه، قد حشر نفسه في زمرة الأحبار والرهبان الذين اتخذوا أربابا من دون الله عز وجل والذين أيضا يقلدونهم فهم الذين نزل في صددهم هذه الآية أو في أمثالهم { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } غرضي من هذا أنه لا يجوز للمسلم كما نسمع دائما وكما سمعنا قريبا معليش الخلاف شكلي، الخلاف جذري وعميق جدا لأننا نحن ننظر إلى أن هذه البدعة وغيرها داخلة أولاً في عموم الحديث السابق "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" وثانيا ننظر إلى أن موضوع البدعة مربوط بالتشريع الذي لم يأذن به الله عز وجل كما قال تعالى { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } وهذا يقال كله إذا وقف الأمر فقط عند ما يسمى بالاحتفال، بولادته عليه السلام بمعنى قراءة قصة المولد أما إذا انضم إلى هذه القراءة أشياء وأشياء كثيرة جدا منها أنهم يقرءون من قصته عليه الصلاة والسلام قصة المولد أولا مالا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وثانيا يذكرون من صفاته عليه السلام فيما يتعلق بولادته ما يشترك معه عامة البشر بينما لو كان هناك يجب الاحتفال أو يجوز على الأقل بالرسول صلى الله عليه وسلم كان الواجب أن تذكر مناقبه عليه الصلاة والسلام وأخلاقه وجهاده في سبيل الله وقلبه لجزيرة العرب من الإشراك بالله عز وجل إلى التوحيد من الأخلاق الجاهلية الطالحة الفاسدة إلى الأخلاق الإسلامية كان هذا هو الواجب أن يفعله لكنهم جروا على نمط من قراءة الموارد لا سيما إلى عهد قريب عبارة عن أناشيد وعبارة عن كلمات مسجعة ويقال في ذلك من جملة ما يقال مثلا مما بقى في ذاكرتي والعهد القديم "حملت به أمه تسعة أشهر قمرية" ما الفائدة من ذكر هذا الخبر؟ وكل إنسان منا تحمل به أمه تسعة أشهر قمرية، القصد هل أفضل البشر وسيد البشر عليه الصلاة والسلام يذكر منه هذه الخصلة التي يشترك فيها حتى الكافر إذا خرج القصد من المولد خرج عن هدفه بمثل هذا الكلام الساقط الواهي، بعضهم مثلا يذكرون بأنه ولد مختونا مشروع وهذا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة فهكذا يمدح الرسول عليه السلام؟ يعني نقول أن الاحتفال في أصله لو كان ليس فيه مخالفة سوى أنه محدث لكفى وجوبا الابتعاد عنه للأمرين السابقين لأنه محدث ولأنه تشريع والله عز رجل لا يرضى من إنسان أن يشرع للخلق ما يشاء فكيف وقد انضم إلى المولد على مر السنين أشياء وأشياء مما ذكرنا ومما يطول الحديث فيما لو استعرضنا الكلام على ذلك فحسب المسلم إذا التذكير هنا والنصيحة أن يعلم أن أي شئ لم يكن في عهد الرسول عليه السلام وفي عهد السلف الصالح فمهما زخرفه الناس ومهما زينوه ومهما قالوا هذا في حب الرسول وأكثرهم كاذبون فلا يحبون الرسول إلا باللفظ وإلا بالغناء والتطريب ونحو ذلك مهما زخرفوا هذه البدع فعلينا نحن أن نظل متمسكين بما عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين وتذكروا معنا بأن من طبيعة الإنسان المغالاة في تقدير الشخص الذي يحبه لاسيما إذا كان هذا الشخص لا مثل له في الدنيا كلها ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن طبيعة الناس الغلو في تعظيم هذا الإنسان إلا الناس الذين يأتمرون بأوامر الله عز وجل ولا يعتدون فهم يتذكرون دائما وأبدا مثل قوله تبارك وتعالى { وتلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } فإذا كان الله عز وجل قد اتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا فهو قبل ذلك جعله بشرا سويا لم يجعله ملكا خلق من نور مثلا كما يزعمون وإنما هو بشر وهو نفسه تأكيداً للقرآن الكريم { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي... الخ الآية} هو نفسه أكد ذلك في غير ما مناسبة فقال "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني" وقال لهم مرة "لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها وإنما ضعوني حيث وضعني ربي عز وجل عبداً رسولاً" لذلك في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" هذا الحديث تفسير للحديث السابق "لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله بها" فهو يقول لا تمدحوني كما فعلت النصارى في عيسى بن مريم كأن قائلا يقول كيف نقول يا رسول الله كيف نمدحك؟ قال "إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" ونحن حينما نقول في رسولنا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله فقد رفعناه ووضعناه في المرتبة التي وضعه الله عز وجل فيها لن ننزل به عنها ولم نصعد به فوقها هذا الذي يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم منا ثم نجد النبي صلوات الله وسلامه عليه يطبق هذه القواعد ويجعلها حياة يمشي عليها أصحابه صلوات الله وسلامه معه فقد ذكرت لكم غير ما مرة قصة معاوية بن جبل رضي الله عنه حينما جاء إلى الشام وهي يومئذ من بلاد الروم بلاد النصارى يعبدون القسيسين والرهبان بقى في الشام ما بقى لتجارة فيما يبدو ولما عاد إلى المدينة فكان لما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم هم ليسجد لمن؟ لسيد الناس فقال له عليه الصلاة والسلام "مه يا معاذ- شو هذا- قال يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم فقال عليه الصلاة والسلام "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها" وهذا الحديث جاء في مناسبات كثيرة لا أريد أن أستطرد إليها وحسبنا هنا أن نلفت النظر إلى ما أراد معاذ بن جبل أن يفعل من السجود للنبي صلى الله عليه وسلم ما الذي دفعه على هذا السجود ؟ هل هو بغضه للرسول عليه السلام؟ بطبيعة الحال لا إنما هو العكس تماما هو حبه للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أنقذه من النار لولا، هنا يقال الواسطة لا تنكر لولا الرسول عليه السلام أرسله الله إلى الناس هداية لجميع العالم لكان الناس اليوم يعيشون في الجاهلية السابقة وأضعاف مضاعفة عليها فلذلك ليس غريبا أبداً لاسيما والتشريع بعد لم يكن قد كمل وتم ليس غريبا أبدا أن يهم معاذ بن جبل بالسجود للنبي صلى الله عليه وسلم كإظهار لتبجيله واحترامه وتعظيمه لكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان قرر في عقولهم وطبعهم على ذلك يريد أن يثبت عمليا بأنه بشر وأن هذا السجود لا يصلح إلا لرب البشر ويقول لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها، في بعض روايات الحديث "ولكن لا يصلح السجود إلا لله عز وجل" إذا نحن لو استسلمنا لعواطفنا لسجدنا لنبينا صلى الله عليه وسلم سواء كان حياً أو ميتا لماذا؟ تعظيما له لأن القصد تعظيمه وليس القصد عبادته عليه السلام ولكن إذا كنا صادقين في حبه عليه الصلاة والسلام فيجب أن تأتمر بأمره وأن ننتهي بنهيه وألا نضرب بالأمر والنهي عرض الحائط بزعم أنه نحن نفعل ذلك حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف هذا؟ هذا أولاً عكس للنص القرآني ثم عكس للمنطق العقلي السليم ربنا عز وجل يقول (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فإذا اتباع الرسول عليه السلام هو الدليل الحق الصادق الذي لا دليل سواه على أن هذا المتبع للرسول عليه السلام هو المحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا قال الشاعر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 5:09 pm

قوله المشهور:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمرك في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لاطعته إن المحب لمن يحب مطـيع
هناك مثال دون هذا ومع ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم ربى أصحابه عليه ذلك أن الناس في الجاهلية كانوا يعيشون على عادات جاهلية وزيادة أخرى عادات فارسية أعجمية ومن ذلك أنه يقوم بعضهم لبعض كما نحن نفعل اليوم تماما لأننا لا نتبع الرسول عليه السلام ولا نصدق أنفسنا بأعمالنا أننا نحبه عليه الصلاة والسلام وإنما بأقوالنا فقط ذلك أن الناس كان يقوم بعضهم لبعض أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان أصحابه معه كما لو كان فرداً منهم لا أحد يظهر له من ذلك التبجيل الوثني الفارسي الأعجمي شيئا إطلاقا وهذا نفهمه صراحة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم و كانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك" أنظروا هذا الصحابي الجليل الذي تفضل الله عليه فأولاه خدمة نبيه عشرة سنين أنس بن مالك كيف يجمع في هذا الحديث بين الحقيقة الواقعة بينه عليه السلام وبين أصحابه من حبهم إياه وبين هذا الذي يدندن حوله أن هذا الحب يجب أن يقيد بالإتباع وأن لا ينصاع وأن لا يخضع صاحبه من هوى وحبك الشيء يعمي ويصم فهو يقول حقا ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حقيقة لا جدال فيها لكنه يعطف على ذلك فيقول وكانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك إذا لماذا كان أصحاب الرسول عليه السلام لا يقومون له؟ إتباعا له تحقيقا للآية السابقة (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) فاتباع الرسول هو دليل حب الله حبا صحيحاً ما استسلموا لعواطفهم كما وقع من الخلف الطالح نحن نقرأ في بعض الرسائل التي ألفت حول هذا المولد الذي نحن في صدد بيان أنه محدث جرت مناقشات كثيرة مع الأسف والأمر كالصبح أبلج واضح جداً فناس ألفوا في بيان ما نحن في صدده أن هذا ليس من عمل السلف الصالح وليس عبادة وليس طاعة وناس تحمسوا واستسلموا لعواطفهم وأخذوا يتكلمون كلاماً لا يقوله إلا إنسان ممكن أن يقال في مثله إن الله عز وجل إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب لماذا؟ لأن في المولد حتى الطريقة القديمة ما أدري الآن لعلهم نسخوها أو عدلوها كانوا يجلسون على الأرض فكانوا إذا جاء القارئ لقصة ولادة الرسول عليه السلام ووضع أمه إياه قاموا جميعاً قياماً وكانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك وظل جالساً فجرت مناقشات حول هذا الموضوع فألف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق قال لو استطعت أن أقوم لولادة الرسول عليه السلام على برأسي لفعلت، هذا يدري ما يقول الحق ما قال الشاعر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ترى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق وبين صحابة الرسول الكرام حسبنا واحد منهم مش الصحابة حتى ما نظلمهم ترى من الذي يحترم ويوقر الرسول عليه السلام أكثر أذاك الصحابي الذي إذا دخل الرسول عليه السلام لا يقوم له أم هذا الخلف الأحمق يقول لو تمكنت لقمت على رأسي؟ هذا كلام إنسان مثل ما قلنا آنفاً يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه وإلا إذا كان يتذكر سيرة الرسول عليه السلام وأخلاقه وتواضعه وأمره للناس بأنه ما يرفعوه إلى آخر ما ذكرنا آنفاً كما تجرأ أن يقول هذه الكلمة لاسيما وهو يقول ذلك بعد وفاته عليه السلام حيث الشيطان يتخذ طريقا واسعا جدا لإضلال الناس وإشكال الناس لنبيهم بعد وفاته أكثر منه في حياته عليه السلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي يرى فينصح ويذكر ولمعلم وهو سيد المعلمين فلا يستطيع الشيطان أن يتقرب إلى أحد بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك أما بعد وفاته عليه السلام فهنا ممكن أن الشيطان يتوغل إلى قلوب الناس وإخراجهم عن الطريق الذي تركهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ما يقوم له أحد وهو أحق الناس بالقيام لو كان سائغاً فنحن نعلم من هذا الحديث حديث أنس أن الصحابة كانوا يحبون الرسول عليه السلام حبا حقيقياً وأنهم لو تركوا لأنفسهم لقاموا له دائما وأبداً ولكنهم هم المجاهدون حقاً تركوا أهواءهم إتباعاً للرسول عليه السلام ورجاء مغفرة الله عز وجل ليحفظوا بحب الله عز رجل لهم فيغفر الله لهم هكذا يكون الإسلام فالإسلام هو الاستسلام هذه الحقيقة هي التي يجب دائما نستحضرها وأن نبتعد دائماً وأبداً عن العواطف التي تفق الناس كثيراً وكثيراً جداً فتخرجهم عن سواء السبيل لم يبق الآن من تعظيم الرسول عليه السلام في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية أما التعظيم من حق كما ذكرنا وهو إتباعه فهذا أصبح محصوراً و محدوداً في أشخاص قليلين جداً وماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم رفع الصوت والتطريب وغناء لو رفع صوته هذا المغني واضطرب وحرك رأسه ونحو ذلك أمام الرسول صلى الله عليه وسلم لكان ذلك لا أقول هل هو الكفر وإنما هو إهانة للرسول عليه السلام لكان ذلك لا أقول هل هو الكفر وإنما هو إهانة للرسول عليه السلام وليس تعظيما له وليس حبا له لأنه حينما ترونه يرفع صوته ويمد ويطلع وينزل في أساليب موسيقية ما أعرفها وهو يقول يفعل ذلك حبا في رسول الله أنه كذاب ليس هذا هو الحب، الحب في اتباعه ولذلك الآن تجد الناس فريقين فريق يقنعون لا ثبات أنهم محبون للرسول عليه السلام على النص على الصمت وهو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرياتهم وناس آخرون يدعون هذا المجال فارغا في بيوتهم في أزواجهم في بناتهم في أولادهم لا يعلمونهم السنة ولا يربونهم عليها كيف وفاقد الشيء لا يعطيه؟ وإنما لم يبق عندهم إلا هذه المظاهر إلا الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام ثم جاء الظغث على إبالة كما يقال فصار عندنا أعياد واحتفالات كثيرة كما جاء الاحتفال بسيد البشر تقليداً للنصارى كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا أيضاً على طريقة النصارى وإن تعجب فعجب من بعض هؤلاء المنحرفين عن الجادة يقولون النصارى يحتفلوا بعيساهم بنبيهم نحن ما نحتفل بميلاد نبينا عليه الصلاة والسلام؟ أقول هذا يذكرنا بما حينما كان في طريق في سفر فمروا بشجرة حنخمة للمشركين كانوا يعلقون عليها اسلحتهم فقالوا كلمة بريئة جداً ولكنها في مشابهة لفظية قالوا "يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال عليه السلام الله أكبر هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى أجعل لنا إلها لما لهم آلهة" قد يستغرب الإنسان كيف الرسول عليه السلام يقتبس من هذه الآية حجة على هؤلاء الذين ما قالوا أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وإنما قالوا اجعل لنا شجرة نعلق عليها أسلحتنا كما لهم شجرة فقال له هذه السنن -يعني بدأتهم تسلكون سنن من قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة- قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فكيف بمن يقول اليوم صراحة النصارى يحتفلوا بعيساهم نحن ما نحتفل بنبينا عليه السلام؟ الله أكبر هذه السنن وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى هم قال فمن الناس؟ " أخيرا أقول إن الشيطان قاعد للإنسان في المرصاد فهو دائماً وأبداً يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلنا"
ارجوا ان نكون قد جمعنا اغلب المواضيع الصحيحة التي قالها اهل العلم في حكم الاحتفال بمولد خير الانام صلى الله عليه وسلم .
وهنا نكون قد اعطينا الموضوع حقه في حد علمنا القاصر ونسأل الله ان ينفعنا بما علمنا وان يعلمنا ما جهلنا وان يتجاوز علينا سيئاتنا .
اخوكم ابو عبيدة الاثري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حارثة الأثري الجزائري
مشرف منبر العقيدة والتوحيد
مشرف منبر العقيدة والتوحيد
أبو حارثة الأثري الجزائري


المساهمات : 455
تاريخ التسجيل : 06/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 7:55 pm

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركة الطيبة و بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس مارس 20, 2008 11:35 am

للحفظ المولد الشريف 1 :

http://www.sultanal3eed.com/public/khetab/almaoled%201.rm

المولد الشريف 2 :
http://www.sultanal3eed.com/public/khetab/almaoled%202.rm


للاستـماع : http://www.sultanal3eed.com/public/khetab/almaoled%201.ram




أو على الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ سلطان بن عبد الرحمن العيــد :

http://www.sultanal3eed.com/aud_khetab_cat1.asp?cat_id=
3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حارثة الأثري الجزائري
مشرف منبر العقيدة والتوحيد
مشرف منبر العقيدة والتوحيد
أبو حارثة الأثري الجزائري


المساهمات : 455
تاريخ التسجيل : 06/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس مارس 20, 2008 1:25 pm

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ 342jzaakand0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو زينو الاثري
عضو نشيط
عضو نشيط



المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 28/04/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس مايو 08, 2008 2:48 pm

السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيكم على هذا الموضوع القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبيدة الاثري
مشرف المنبر الاسلامي العام
مشرف المنبر الاسلامي العام



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟   حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟ I_icon_minitimeالأحد مايو 11, 2008 1:32 pm

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك ربي د
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكم الاحتفال بالمولد النبوي .......؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منابـــر أهل الحديث والأثــر :: المنبر الاسلامي :: المنبر الاسلامي العام-
انتقل الى: