[right]بسم الله الرحمن الرحيم ؛ الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ؛ وكفى بالله شهيدا ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إقرارا به وتوحيدا ؛وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا ، أما بعد :
فهذه بعض الخواطر التي دارت في ذهني عن كيفية تذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة ونحن في شهر مولده ، وحولي من يحتفل به بطرق بطرق مبتدعة ؛ بدعوى محبته - صلى الله عليه وسلم - علما أنه يجب على المسلمين أن يتذكروا رسولهم - صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وحين في عباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم وآدابهم وسائر شؤون حياتهم ؛ مصداقا لقوله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر )) - الأحزاب/21 - . فأقول - وبالله أقول - :
أولا : الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأفضلهم على الإطلاق ، وأنه أكمل الخلق وأحسنهم خلقا وخلقة ، إيمانا يستلزم :
ثانيا : محبته - صلى الله عليه وسلم - المحبة الصادقة ، وتقديمها على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين . نحبه لا لأنه محمد ابن عبد الله ؛ ولكن لأنه محمد رسول الله ، لأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، ونصح الأمة وكشف الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فصلوات ربي وسلامه عليه . هذه المحبة تستلزم :
ثالثا : تصديقه فيما أخبره ؛ وطاعته فبما أمر ؛ واجتناب مانهى عنه وزجر ؛ وأن لا يعبد الله إلا بما سنه وشرع ؛ لا بالمحدثات والبدع ، كما قال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) - آل عمران/31 - ويتجسد هذا في :
رابعا : المتابعة الكاملة له - صلى الله عليه وسلم - وجعله إماما لنا - كما سبق - في جميع الأمور . هذه المتابعة تتحقق بأمور منها :
خامسا : تعلم سنته ودراسة أحاديثه - صلى الله عليه وسلم - من مصادرها المعتبرة ، مستشعرين عند تلاوة كل حديث بأنه - صلى الله عليه وسلم - يخاطب كل واحد منا على حدى ؛ كأنه أمامك ؛ تراه عيناك ؛ ويسمعه فؤادك ، ثم العمل بذالك مستصحبين ذلك الشعور .
سادسا : دراسة سيرته وأخباره في جميع أحيانه وأحواله ، دراسة اعتبار وادكار ؛ لامجرد قراءة لتمضية الوقت وإفناء الأعمار . دراسة مع الأهل والأولاد ، والأصحاب والأحباب .
سابعا : معرفة حال أصحابه - رضي الله عنهم - معه ، وكيفية معاملتهم له ، وكذا حال السلف الصالح من بعدهم تجاه سنته وهديه ، ومطالعة نصوص علماء السنة ومواقفهم في ذلك ، فإن في ذلك أعظم القدوة والإئتساء .
ثامنا : ومما ورد في السنة عن الإحتفال به - صلى الله عليه وسلم - ( أوكما أسماه الشيخ الألباني - رحمه الله - الإحتفال المشروع )
صيام يوم مولده ؛ وهو يوم الاثنين من كل أسبوع ، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صيام يوم الاثنين ؛ فأجاب : (( ذاك يوم ولدت فيه ، وأنزل القرآن علي فيه )) . فهذا الإحتفال المشروع - كما قال الشيخ الأاباني - رحمه الله - - كان موجودا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بعكس غير المشروع ؛ مع بون شاسع بين الإحتفالين :
أ- أن الإحفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعا .
ب- أن الإحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة ؛ واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .( من شريط ناظر فيه الشيخ - رحمه الله - من ادعى جواز الإ حتفال بالمولد ، وهو مفرغ على موقع الشيخ فراجعه ) . أقول : فاحتفالنا عبادة وشكر ؛ واحتفالهم لهو ولعب .
تاسعا : شكر الله تعالى وحمده دوما على نعمة بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن وفقك بأن جعلك من أمته وأتباعه ، كما كان يقول الإمام أحمد -رحمه الله - : ( الحمد لله على نعمة الإسلام والسنة ) .
هذا وأسأل الله العلي القدير أن يجمعنا مع نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الفردوس الأعلى ، وأن يرزقنا محبته ومتابعته ظاهرا وباطنا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .