بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فينقسم نزول القرآن إلى قسمين :
القسم الأول : ابتدائي ؛ وهو مالم يتقدم نزوله سبب يقتضيه ، وهو غالب آيات القرآن ، ومنه قوله تعالى : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين )) ( التوبة/75 ) . فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين . وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة ذكرها كثير من المفسرين ، وروجها كثير من الوعاظ فضعيف لاصحة له .
القسم الثاني : سببي ؛ وهو ماتقدم نزوله سبب يقتضيه . والسبب :
أ- إما سؤال يجيب الله عنه ، مثل : (( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج )) ( البقرة/189 ) .
ب- أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير ، مثل : (( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب )) ( التوبة/65 ) . - الآيتين - نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولاأكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء - يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - . فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله ، ونزل القرآن ، فجاء الرجل يعتذر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيجيبه : (( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون )) ( التوبة/65 ) .
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه ، مثل : (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) ( المجادلة/01 ) - الآيات - .
.../...