اربعون حديثا في مدح السنة وذم البدعة

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

ا "أربعون حديثا في مدح السنة وذم البدعة"

أربعون حديثا في مدح السنة وذم البدعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,
أما بعد فهذه أربعون حديثا في مدح السنة وذم البدعة وأقدم عليها مقدمة تشتمل على بعض ما ورد في ذلك من الايات القرآنية
قال الله تعالى"ورحمتي
وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكوة والذين هم بأياتنا يؤمنون
،الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم
الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه
ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون"الاعراف 156-157
وقال الله تعالى "واتبعوه لعلكم تهتدون"الاعراف 185
وقال الله تعالى"إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"ال عمران 31
وقال الله تعالى"
يا أيها الذي آمنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون,ولا
تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ,إن شر الدواب عند الله الصم
البكم الذين لا يعقلون ,ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا
وهم معرضون,يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما
يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون"الانفال 20-24
وقال الله تعالى"وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" الحشر 7
وقال الله تعالى "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" الانعام 153
وقال الله تعالى " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " النور 63
وقال الله تعالى " فإن تنازعتم في شيئ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " النساء 59

قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى في قوله تعالى " فردوه الى الله والرسول " أي : إلى ما قاله الله والرسول ---الرسالة صفحة 81
إلى غير ذلك من الايات
و هذه الاحاديث الاربعون
الحديث الاول
: عن حذيفة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون
بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ويقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب
الشياطين في جثمان إنس" قال حذيفة : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت
ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع الامير ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع " رواه مسلم رقم 1847
قال
ملا على القاري في شرح المشكاة في شرح هذا الحديث قال :عبد اللطيف بن عبد
العزيز" ابن الملك : إلا إذا أمرك بإثم فلا تطعه لكن لا تقاتل بل فر منه,

الحديث الثاني:
عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيخرج
قوم في آخر هذا الزمان أحداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير قول
البرية لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأين
ما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة "رواه البخاري رقم 7930 ومسلم رقم 1066

الحديث الثالث:
عن الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك رضي الله عنه فشكونا إليه ما
نلقى من الحجاج فقال :اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر
منه حتى تلقوا ربكم ، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم " رواه البخاري رقم 7068

الحديث الرابع
: عن أبي سعيد الخدري وأنس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة ، قوم يحسنون القيل ويسيؤون
الفعل يقرؤن القرأن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من
الرمية لا يرجعون حتى يرتد السهم على فوقه ، هم شر الخلق والخليقة طوبي
لمن قتلهم وقتلوه يدعون الى كتاب الله وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان
أولى بالله منهم " قالوا : يا رسول الله ما سيماهم؟ قال : التحليق " رواه أبو داود رقم 4765
فوق السهم : موضع الوتر منه

الحديث الخامس: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع , حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم" قيل :يا رسول الله ,اليهود والنصارى؟ قال : فمن ؟ "رواه البخاري رقم 3456 ومسلم رقم 2669

الحديث السادس : عن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذهب الصالحون الأول فالأول وتبقى الحثالة كحثالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة : رواه البخاري رقم 6434

الحديث السابع :
عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة
حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع " رواه الترمذي رقم 2209 والبيهقي
في دلائل النبوة كنز العمال رقم 38476

الحديث الثامن :
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأتي على
الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر "رواه الترمذي رقم 2260

الحديث التاسع :
عن أنس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي على
الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته " رواه ابن عساكر -عن علي كما في
كنز العمال رقم 30936,

الحديث العاشر :
عن حذيفة رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني , قال : قلت يا رسول
الله : أنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا
الخير من شر ؟ قال : نعم " قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ،
وفيه دخن " قلت : وما دخنه؟ قال : قوم يستنون بغير سناي ويهدون بغير هديي
تعرف منهم وتنكر " قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ، دعاة على
أبوان جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " قلت : يا رسول الله ، صفهم لنا ,
قال : « هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك
؟ قال : « تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا
إمام؟ قال : « فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك
الموت وأنت على ذلك " رواه البخاري رقم 7084 ومسلم رقم 1847

ومعنى الدخن الكدورة الى سواد وهو لون الدخان والمراد أنه لا يكون خيرا صفوا بحتا بل يكون مشوبا بكدورة وظلم,

الحديث الحادي
عشر :عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « إياكم والمحدثات فإن كل محدثة ضلالة " رواه أبو داود رقم 4607 و
الترمذي رقم 2676 وابن ماجة رقم 43 وابن حبان في صحيحه رقم 5 وقال الترمذي
حديث حسن صحيح

الحديث الثاني
عشر : عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال : «
إن إبليس قال : أهلكتهم بالذنوب فأهلكوني بالاستغفار فلما رأيت ذلك
أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون" رواه ابن أبي عاصم
في "السنة" 1/9 وغيره

الحديث الثالث عشر : عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من رغب عن سنتي فليس مني " رواه مسلم رقم 1401

الحديث الرابع
عشر : عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لبلال ابن الحارث يوما : « اعلم يا بلال" قال : ما أعلم يا رسول الله ؟
قال : « اعلم أن من أحيا سنة من سنتي أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من
عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن اتبع بدعة ضلالة لا يرضاها
الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس
شيئا " رواه الترمذي رقم 2677 وابن ماجة رقم 210 وقال الترمذي حديث حسن

الحديث الخامس
عشر : عن العرباض بن سارية رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : « لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا
هالك " رواه ابن أبي عاصم في كتاب "السنة" 1/27 بإسناد حسن

الحديث السادس
عشر : عن شريك بن شهاب قال : كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاي النبي صلى
الله عليه وسلم أسأله عن الخوارج فلقيت أبا برزة في يوم عيد في نفر من
أصحابه فقلت له : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الخوارج ؟
قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني ورأيته بعيني ، أتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال فقسمه فأعطى من عن يمينه ومن عن شماله
ولم يعط من وراءه شيئا فقام رجل من ورائه فقال يا محمد ما عدلت في القسمة
’رجل اسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان’ فغضب رسول الله صلى الله عليه
وسلم غضبا شديدا وقال : « والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني " ثم قال
: « يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم يقرؤون من القرآن لا يجاوز
تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لا
يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم
هم شر الخلق والخليقة " رواه النسائي رقم 4103

الحديث السابع
عشر : عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « أيما رجل خرج يفرق بين أمتي فاضربوا عنقه" رواه النسائي رقم 4023

الحديث الثامن
عشر : عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله:
كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن
تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الامور فأن
كل بدعة ضلالة " رواه أبو داود رقم 4607 والترمذي رقم 2676 و قال حديث حسن
صحيح

الحديث التاسع
عشر : عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من
تمسك بسنتى عند فساد أمتي فله أجر مئة شهيد " رواه البيهقي وغيره "الترغيب
والترهيب " 1/80

الحديث العشرون: عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"منأحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"رواه البخاري رقم 2967 ومسلم رقم 1718

وفي رواية لمسلم :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"

الحديث الواحد والعشرون:عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبهكأنه منذر جيش ، يقول: صبحكم ومساكم ، ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين " يقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ، يقول :" أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " ثم يقول :" أنا أولى بكل مؤمن من نفسهمن ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي "رواه مسلم رقم867

الحديث الثاني والعشرون:عن معاوية رضي الله عنه قال : قامفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتابافترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاثة وسبعين ، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة " رواه أحمد رقم 16909 وأبو داودرقم 4573 وزاد في رواية :" وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم األأهواء كمايتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلادخله"

الحديث الثالث والعشرون: عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال:" ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب : الزائد فيكتاب الله والمكذب بقدر الله والمتسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعز الله وليعز منأذل الله والمستحل حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة "رواه الطبراني في "الكبير " مجمع الزوائد 1/176 وابن حبانفي صحيحه رقم 5749 والحاكم 1/36 و 2/525 و 4/90 وقال صحيح الاسناد ولا أعرف لهعلة

الحديث الرابع والعشرون: عن عضيف بن الحارث الثمالي رضي اللهعنه قال : قال النبي صلى الله عليه :" ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة "رواه أحمد 4/105 والبزار ورواه الطبراني مجمع الزوائد 1/188 بلفظ :" ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة "

الحديث الخامس والعشرون :عن أنس رضي الله عنه عن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال:" أما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه "رواه البزارمجمع الزوائد 1/91 والبيهقي وغيرهما

الحديث السادس والعشرون: عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم :" إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته "رواه الطبراني مجمع الزوائد 10/189 وإسنادهحسن

الحديث السابع والعشرون: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم :" أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته "رواه ابن ماجه رقم 50 وابن أبي عاصم في كتاب "السنة"

الحديث الثامن والعشرون: عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم :" لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما ولا صلاة و لا حجا ولاعمرة ولا صرفا ولا عدلا ، يخرج من الإسلام كما يخرج الشعر من العجين "ابن ماجه رقم 49

الحديث التاسع والعشرون :عن عبد الله بن مسعود رضي اللهعنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا خطا ثم قال:" هذا سبيل الله " ثمخط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال:" هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه " وقرأ:" وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه"الأنعام 153 الآية. رواه البخاري –بل هو في ابن ماجه رقم 11 وأحمد 1/453 و 465 عن جابر بن عبدالله-

الحديث الثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذاأمرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه"رواه الإمام أحمد ومسلم رقم 1337والنسائي رقم 2619 وابن ماجه رقم 2

الحديث الواحد والثلاثون :عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم :" من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة "رواه الترمذي رقم 2678

الحديث الثاني والثلاثون: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضيالله عنه خطب بالجابية فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال:" من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد "رواه الترمذيرقم 2165 وصححه

الحديث الثالث والثلاثون: عن ابن عباس رضيالله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" يد الله على الجماعة "رواه الترمذي رقم 2166 و 2167 ولفظه "مع الجماعة" وذكرهالحافظ السيوطي في كتابه "الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع" وزاد فيه "والشيطان مع من يخالف الجماعة "الطبراني 17/144 و 145ثم قال " وعن ابن شريك رضي اللهعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يد الله على الجماعة، فإذا شذالشاذ منهم اختطفه الشيطان كما يختطف الذئب الشاة من الغنم "الطبراني 1/153

الحديث الرابع والثلاثون: وعن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه وسلم قال:" إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصيةوالناحية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد"رواه الإمام أحمد 5/233 و 234 وذكرهالحافظ السيوطي في كتابه المذكورعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال :" اثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وأربعة خير منثلاثة فعليكم بالجماعة فإن الله لم يجمع أمتي إلا على هدى "مسند أحمد 5/145 مجمع الزوائد 1/177 و 5/218

الحديث الخامس والثلاثون:عن ابن مسعود رضيالله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما من نبي بعثه الله في أمةقبل إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون به ثم إنها تخلف منبعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومنجاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خرذل "رواه مسلم رقم 50

الحديث السادس والثلاثون : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :" من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه
دخل الجنة " فقال رجل : يا رسول الله إن هذا اليوم لكثير في الناس ، قال
:" وسيكون في قرون بعدي " رواه الترمذي رقم 2522

الحديث السابع والثلاثون: عن أنس رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم :" يا بني إن قدرت على أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد
فافعل " ثم قال :" يا بني وذلك في سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني
كان معي في الجنة " رواه الترمذي رقم 2678

الحديث الثامن والثلاثون : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل
حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من يأتي أمه علانية لكان من أمتي من
يصنع ذلك وإن بني اسرائيل تفرقوا اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث
وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة " قالوا :" من هي يا رسول الله
؟ قال :" ما أنا عليه وأصحابي " رواه أبو داود "لم أجده" والترمذي رقم 2641
قال الحافظ السيوطي في كتابه المذكور بعد أن ذكر الحديث السابق : وعن
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قام في الناس خطيبا فقال : "ألا إن
من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الامة
ستفترق على ثلاثة وسبعين ملة ، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي
الجماعة.

الحديث التاسع والثلاثون : عن أبي قرصافة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :" من أحب قوما حشره الله في زمرتهم " رواه
الطبراني مجمع الزوائد10/281 والضياء في "المختارة" وهو حديث صحيح ويشهد
له حديث البخاري رقم 6168 ومسلم رقم 2641 :"المرء مع من أحب"
وسأترك الحديث الأربعين إلى ما تبقى لأن عليه تعليقات كثيرة وهناك خاتمة
للمؤلف وهي ذات أهمية إن شاء الله تعالى فيها كلام السلف الصالح من
الصحابة فمن بعدهم في مدح السنة و ذم البدعة وهي تنقسم الى قسمين : قسم
اول في مدح السنة والاخير في ذم البدع والأهواء

الحديث الأربعون: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال :" من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود رقم 4012وغيره "مسند أحمد " 2/50 و92

وذكر الحديث الأخير السيوطي في كتاب "الأمر بالاتباعوالنهي عن الابتداع" وقال بعده:فهذا الحديث أقل أحواله تقضي تحريم التشبه بهم أي : بالكافرين . ثم قال : وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال :"ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى "الترمذي رقم 2695
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم :"غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود " رواه الترمذي رقم 1751وصححه.
وفي الصحيحين : البخاري رقم 5892 ومسلم رقم 259 عن ابن عمررضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خالفوا المشركين ، احفواالشوارب واعفوا اللحي"
قال السيوطي بعده : فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلمبمخالفة المشركين مطلقا.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إياكم ورطانة الأعاجموأن تدخلوا على المشركين في كنائسهم.
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : من بنى بأرضالمشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يومالقيامة
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : اجتنبوا أعداء الله فيدينهم فإن سخط الله ينزل عليهم .
قال السيوطي بعده: فموافقتهم في أعيادهم من أسباب سخط اللهتعالى .
قال الحافظ السيوطي :واعلم أن مخالفتهم أمر مقصود للشارع ،لأن الكفر بمنزلة مرض في القلب وأشد ومتى كان القلب مريضا لم يصح شيء من الأعضاءوإنما الصلاح أن لا يشبه مرض القلب في شيء من أموره ، وأمور الكافر كلها إما فاسدةأو ناقصة ، فالحمد لله على نعمة الإسلام التي هي من أعظم النعم وأصل كل خير كما يحبربنا ويرضى فموافقتهم فيما هو منسوخ بشريعتنا قبيح وأقبح منه ما أحدثوه من العباداتأو العادات فإنه لو أحدثه المسلمون لكان قبيحا ، فكيف إذا لم يشرعه الله تعالى ولارسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟ بل أحدثه الكافرون وموافقة المسلمين لهم فيه من أعظمالمنكرات فكل ما يشابهون به في عبادة أو عادة فهو من المحدثات والمنكرات ، وقد مدحالله عز وجل من لم يشهد أعيادهم ومواسمهم ولم يشاركهم فيها بقوله :"والذين لايشهدون الزور" سورة الفرقان 72
قال مجاهد والضحاك والربيع بن أنس: هو أعيادالمشركين
وقال ابن سيرين : هوالشعانين
وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم :"خالفوا المشركين" وقال " من تشبه بقوم فهو منهم "
واعلم أنه لم يكن على عهد السلف السابقين من المسلمين منيشاركهم في شيء من ذلك ، فالمؤمن حقا هو السالك طريق السلف الصالحين ، المقتفيلآثار نبيه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، المقتدي بمن أنعم الله عليهم منالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه إنه جوادكريم.
قال السيوطي بعدما ذكره: ولا ينظر الرجل إلى كثرة الجاهلينالواقعين في مشابهة الكافرين والعلماء الغافلين وموافقتهم فقد قال السيد الجليلالفضيل بن عياض " عليك بطريق الهدى وإن قلت السالكون واجتنب طريق الردى وإن كثرالهالكون"
اللهم اجعلنا من المهتدين المتبعين لآثار سبيل الصالحينولا تجعلنا من الهالكين المتبعين لآثار سبيل الكافرين بمنك وكرمه إنك جواد كريم . انتهت عبارة السيوطي في كتابه "الأمر بالاتباع والنهي عنالابتداع"
انتهيت من كتابة الاربعين حديثا ويليه خاتمة للمؤلف جعلهاعلى قسمين
1-مدح السنة
2- ذم البدعوالأهواء

خاتمة: وقد جعلها المؤلف على قسمين :
يقول المؤلف خاتمة :
أذكر فيها كلام السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم في مدح السنة وذم البدعة . وهي تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول : في مدح السنة

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة .

وقال
أبي بن كعب رضي الله عنه : عليكم بالسبيل والسنة ، فإنه ليس من عبد على
سبيل وسنة وذكر الرحمن ففاضت عيناه خشية من الله تعالى فتمسه النار أبدا
وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : النظر إلى رجل من أهل السنة يدعو إلى السنة وينهى عن البدعة.

وقال أبو العالية : عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا.

وقال الأوزاعي :اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم.

وقال سفيان الثوري : لا يستقيم قول وعمل إلا بموافقة السنة.

وقال يوسف بن أسباط : إذا بلغك عن رجل بالمشرق أنه صاحب سنة فاعث إليه بالسلام فقد قل أهل السنة.

وقال أيوب بن كيسان السخيتاني : إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي.

وقال أيضا: إن من سعادة الحدث –أي- الصغير والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.

وقال ابن شوذب : إن من نعمة الله تعالى على الشاب أذا نسك أن يؤاخي صاحب سنة يحمله عليها.

وقال ابن اسباط : كان أبي قدريا وأخوالي روافض فأنقذني الله بسفيان.

وقال سفيان الثوري: استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء.

وقال أبو بكر بن عياش : السنة في الاسلام أعز من الاسلام في سائر الاديان

وقال الامام الشافعي: أذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال
الجنيد : الطرق كلها مسدودوة إلا على المقتفين آثار رسول الله صلى الله
عليه وسلم والمتبعين سنته وطريقته فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه .

كما قال الله تعالى :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " الاحزاب 21[

القسم الثاني من الخاتمة : في ذم البدع والأهواء

قال الله تعالى :" ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله " القصص 50
وقال تعالى :" ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله" ص 26
وقال عبد الله بن محيريز رضي الله عنه : يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : تعلموا العلم
قبل ان يقبض وقبضه أن يذهب أهله ألا و إياكم والتنطع والتعمق والبدع
وعليكم بالعتيق " الدارمي رقم 144 ابن وضاح رقم 60 أبو شامة رقم 23
وفي رواية أخرى : أيها الناس ، إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول " الدارمي رقم 174
وعن قيس بن أبي حازم ، قال : دخل أبو بكر رضي الله عنه
على امرأة من أحمس يقال لها زينب بنت المهاجر فرآها لا تتكلم فقال : ما
لها؟ فقيل : حجت مصمتة ، فقال لها : تكلمي فإن هذا لا يحل ، هذا من عمل
الجاهلية" رواه البخاري رقم 3834
وعن زياد بن حدير قال : قال لي عمر رضي الله عنه : هل
تدري ما يهدم دين الاسلام؟ قلت : لا، قال : يهدمه زلة العالم وجدال
المنافق بالايات وحكم الائمة المضلين " الدارمي رقم 220
وعن عمر رضي الله عنه أنه قال : سيأتي قوم يجادلونكم
بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أهل السنة أعلم بكتاب الله عز وجل "
الدارمي رقم 221
وعن عثمان بن حاضر الازدي قال : دخلت على ابن عباس رضي
الله عنهما فقلت له : أوصني ، فقال : عليك بتقوى الله تعالى والاستقامة
اتبع ولا تبتدع" الدارمي رقم 141
وروى البيهقي في السنن الكبرى 4/316 عن ابن عباس رضي
الله عنهما ، أنه قال : إن أبغض الأمور إلى الله تعالى البدع وإن من البدع
الاعتكاف في المساجد التي في الدور.
وروى أبو داود في سننه "لم أجده"عن حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه قال : كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلا تتعبد بها فإن الاول لم يدع للاخر مقالا فاتقوا لها يا معشر
القراء خذوا طريق من كان قبلكم"
ومن كلام عمر بن عبد العزيز :أوصيكم بتقوى الله
والاقتصاد في أمره واتباع امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك ما
احدث المحدثون بعده " ابو شامة رقم 31
وقال ابن سيرين : ما أحدث رجل بدعة فراجع سنة " الدارمي رقم 214
وقال الحسن البصري : لا يقبل الله لصاحب البدعة صوما ولا صلاة ولا حجا ولا عمرة حتى يدعها " راجع ابن ماجة رقم 49 عن حذيفة
وقال محمد بن أسلم "مسلم" من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام "ابن وضاح رقم 120 ابو شامة رقم 36
وقال أبو معشر : سألت ابراهيم عن شيء من هذه الاهواء
فقال : ما جعل الله في شيء منها مثقال ذرة من خير ما هي إلا نزغة من
الشيطان ، عليك بأول الامر" ابو شامة رقم 37
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة " أبو شامة رقم 39
وقال معمر : كان طاووس جالسا يوما وعنده ابنه فجاء رجل
من المعتزلة فتكلم في شيء فأدخل طاووس أصبعه في أذنيه وقال : يا بني أدخل
اصبعك في أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئا فإن هذا القلب ضعيف ثم قال : أي
بني ، اشدد فما زال يقول : اشدد حتى قام الرجل.
وقال محمد بن داوود الحراني : قلت لسفيان بن عيينة :
إن هذا يتكلم في القدر-يعني ابراهيم بن ابي يحيى- فقال سفيان : عرفوا
الناس أمره واسألوا ربكم العافية.
وقال صالح المري: دخل رجل على ابن سيريني وانا شاهد ففتح بابا من ابواب القدر فتكلم فيه فقال ابن سيرين : إما أن تقوم وإما أن نقوم.
وعن محمد العتبي قال :كان رجل معنا يختلف إلى ابراهيم
النخعي فبلغ ابراهيم أنه دخل في الارجاء فقال له ابراهيم : إذا قمت من
عندنا فلا تعد.
وقال أيوب : ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا.
وقال سفيان الثوري : البدعة أحب إلى ابليس من المعصية ، المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها.
وقال سفيان : من سمع من مبتدع لم ينفعه الله بما سمع ومن صافحه فقد نقض الاسلام عروة عروة.
ولما مرض سليمان التميمي بكى بكاء شديدا فقيل له : ما
يبكيك؟ الجزع من الموت؟ فقال : لا ، ولكن مررت على قدري فسلمت عليه فأخاف
أن يحاسبني ربي عليه.
وقال الفضيل بن عياض من جلس إلى صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الايمان- أو قال الاسلام -من قلبه.
وقال الفضيل : إذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق
آخر ، ولا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان على
هدم الاسلام .
وقال الفضيل أيضا : من زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها.
وقال الفضيل : من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة وإذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت ان يغفر الله له.
وقال محمد بن نصر الحارثي: من أصغى بسمعه الى صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه.
وقال الليث بن سعد: لو رايت صاحب هوى يمشي على الماء
ما قبلته فقال الامام الشافعي : أما أنه قد قصر لو رايته يمشي في الهواء
ما قبلته أي زيادة على مشيه على الماء.
وسأل رجل عمر بن عبد العزيز عن الاهواء فقال :الزم دين الصبي في المكتب واله عما سوى ذلك.
وقال مالك بن انس : إياكم والبدع ، قيل : يا أبا عبد
الله ، وما البدع؟ قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته
وكلامه وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان.
وقال سفيان الثوري : عليكم بما عليه الجمالون والنساء في البيوت والصبيان في المكاتب من الاقرار والعمل.

وقال الامام الشافعي : لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الاهواء
وقال مالك : بئس القوم هؤلاء أهل الاهواء لا يسلم عليهم.
وقال أبو الحسن البغوي : قد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على معاداة أهل البدع ومهاجرتهم.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما في أهل القدر : خبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني.
وقال أبو قلابة "عبد الله بن زيد بن عمر" : لا تجالسوا أصحاب الاهواء فإني
لا آمن من أن يغمسوكم في ضلالهم ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.
وقال سفيان : من سمع بدعة فلا يحكها لجلسائه ولا يلقها في قلوبهم.
وقال أبو الحسن البغوي: قد كفر بعض أهل العمل طوائف منهم فروي عن جماعة من
السلف تكفير من قال بخلق القرآن وروي ذلك عن مالك وابن عيينة وابن المبارك
والليث بن سعد ووكيع بن الجراح.
وناظر الامام الشافعي لحفص الفرد فقال : القرآن مخلوق فقال الامام الشافعي : كفرت بالله العظيم
وقال مالك بن انس : من يبغض أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان
في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيئ المسلمين ثم قرأ"ما أفاء الله على
رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ...والذي جاؤوا من بعدهم
يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايما" الحشر 10،7الاية
وذكر بين يديه رجل ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك
هذه الاية : "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم
تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر
السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره
فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" الفتح 29 ثم قال :
من أصبح من الناس في قلبه غل على أحد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقد اصابته هذه الاية.
وقال سفيان الثوري : من قدم عليا على أبي بكر وعمر فقد أزرى بالمهاجرين والانصار واحسبه ان لا ينفعه مع ذلك عمل.
وقال أبو الحسن البغوي: وهذا الهجران والتبري والمعاداة لأهل البدع
المخالفني في الاصول اما الاختلاف في الفروع بين العلماء فاختلاف رحمة إذ
اراد الله ان لا يكون على المؤمنين حرج في الدين فعلى المسلم أذ رأى رجلا
يتعاطى شيئا من الاهواء والبدع معتقدا ويتهاون بشيء من السنن أن يهجره
ويتبرأ منه ويتركه حيا وميتا فلا يسلم عليه أذا لقيه ولا يجيبه أذا ناداه
والنهي عن الهجران فوقت الثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق
الصحبة دون ما كان في حق الدين فإن هجر اهل البدع والاهواء دائم الى ان
يتوبوا فعليك يا أخي باتباع السنة وقبولها وموالاة اهلها واجتناب البدع
وردها ومعاداة اهلها.
قال رجل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : كلمني كلمات جوامع موانع فقال
: لا تشرك بالله شيئا وزل مع القرآن حيث زال ومن جاءك بالحق فاقبل منه وان
كان بعيدا بغيضا ومن جاءك بالباطل فرده عليه وان كان قريبا حبيبا.
رزقنا الله الاتباع واحياء السنن وجنبنا البدع والاهواء في السر والعلن. انتهى

نقلا عن :
أربعون حديثا في مدح السنة و ذم البدعة

مدير المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 03/02/2008

عضو نشيط المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 28/04/2008

السلام عليكم بارك الله فيكم على نشرهذه الفوائد القيمة

بارك الله فيك اخي على ما جمعت و جعل عملك خاصا لله وحده اللهم امين